على صوت المأساة ورائحة الموت.. صحت الطائف أمس مفزوعة على أبنائها؛ حيث سقط قرابة ال12 شابا مابين قتيل وجريح داخل إحدى الاستراحات الواقعة بالقرب من مركز شقصان (جنوبالطائف)؛ بسبب صديق لهم في العقد الثالث قرر الانتقام منهم دفعة واحدة برشاش كان بحوزته. وتعود تفاصيل الحادثة إلى العاشرة من مساء أمس الأول؛ حيث تجمّع الأقارب والأصدقاء في استراحتهم لتمضية الوقت والتسلية مع عطلة نهاية الأسبوع، وأثناء تحلقهم حول وجبة العشاء بادرهم (م. ع) وهو شاب في العشرينيات وأطلق عليهم أعيرة نارية وتركهم مضرّجين في دمائهم، قبل أن يفر هاربا، وأثناء ذلك هاتف آخر وطلب مقابلته على وجه السرعة بجانب إحدى محطات الوقود الواقعة على الطريق السريع، فانتقل على الفور إلى هناك وعندما غادر سيارته أطلق عليه الرصاص، وأصاب صديقه الذي كان بصحبته، قبل أن يسلِّم نفسه للجهات الأمنية بلحظات، حيث عثر بحوزته على رشاش ومخزنين للرصاص. وعلى أثر سماع أصوات الرصاص، هبّ عدد من المارة على الطريق السريع المجاور للاستراحة إلى نجدة المصابين الذين سبحوا في دمائهم، وتم مباشرة تبليغ الجهات الأمنية وهرعت فرق من الهلال الأحمر والشؤون الصحية، ونقل المصابون وعددهم عشرة تقريبا، فيما لفظ أحدهم أنفاسه الأخيرة في مسرح الجريمة ونقلت جثته إلى مستشفى الملك فيصل، فيما توزع المصابون على مستشفيات المحافظة. وسجل مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي صباح أمس من داخل غرفة العناية المركزة حالة الوفاة الثانية لشاب اخترق عيار ناري بطنه، ولم تفلح محاولات الأطباء في إنعاشه، في الوقت الذي لا يزال ثمانية أشخاص يتلقون العلاج أجرى ثلاثة منهم عمليات جراحية في مناطق متفرقة من أجسادهم وبدأت حالتهم الصحية في الاستقرار. وزارت “شمس” أمس المرضى داخل غرف التنويم في ظل حراسات مشددّة من الجهات الأمنية التي أحكمت طوق الرقابة الأمنية على مستشفى الملك عبدالعزيز ومستشفى الملك فيصل، فيما لا تزال الجهات الأمنية أيضا موجودة في مسرح الجريمة.. وشهدت غرف التنويم وممرات المستشفيين تجمهر أعداد كبيرة من ذوي المصابين للاطمئنان عليهم وسط صراخ أبنائهم تأسفا على حالتهم وعزاء على جثث الموتى. وتعود أسباب الجريمة، بحسب مصادر “شمس”، إلى وجود خلاف سابق قبل رمضان الماضي أدّى إلى مشاجرة عنيفة في رمضان بين الجاني وعدد من الموجودين ليلة أمس الأول في الاستراحة، وقد أصلح عدد من وجهاء القبيلة بين المتخاصمين في وقت سابق، إلاّ أن الجاني ما زال يكيل لهم الغيظ والحقد؛ الأمر الذي دفعه إلى ارتكاب جريمته النكراء، وفتحت شرطة الطائف ملفات تحقيقات موسّعة مع أطراف القضية (المتشاجرين) لبحث أسباب الخلاف الذي أدى بالجاني إلى فعل جريمته البشعة. من جانبه، قال الرائد تركي الشهري الناطق بشرطة الطائف إن غرفة العمليات تلقت بلاغا عن قيام شخص بإطلاق النار على مجموعة أشخاص، نجم عنه مقتل اثنين وإصابة عشرة آخرين نتيجة خلاف سابق، وباشرت الجهات المعنية الحادث فيما سلم الجاني نفسه للسلطات الأمنية، ولا تزال إجراءات التحقيق جارية بإشراف اللواء مغرم العمري مدير شرطة الطائف لمعرفة ملابسات الجريمة.