العلاقة بين الزوجين تختلف باختلاف شخصيتيهما ونفسيّتيهما، وكذلك باختلاف مدى معرفتهما وفهمهما وإدراكهما أهميّة العلاقة الزوجيّة. وقد تكون المعاملة بينهما مبنيّة على أساس ثقافة اجتماعية خاصة بمجتمع معيّن أو ثقافة دينيّة خاصة بأبناء ديانة معيّنة؛ إذ كل ديانة حددت صفة التعامل بين الزوجين المنتسبين لها. أمّا الإسلام فقد حدد وبالتفصيل حقوق الزوجة على الزوج وواجباتها نحوه، وكذلك ما يجب أن تقدمه له وكيف تعامله. كما حدد معاملة الزوج لزوجته، وكل هذه المعاملة ترتكز على الأسس الإنسانيّة من التعقل والاتزان وحفظ القيمة والكيان والاحترام المتبادل بين الطرفين بل نبذ الأساليب الأخرى خاصة العنف. وعلى الرغم من ذلك فهناك بعض الأزواج في المجتمع المسلم أيضا يتعاملون مع زوجاتهم بالعنف والضرب. وهنالك عوامل عديدة تؤدي لذلك؛ منها اجتماعيّة نفسيّة، مثلا، ومنها بيئيّة أيضا، ومن هذه العوامل ما يلي: - ضعف الوازع الديني وضعف الإيمان لدى بعض الأزواج. - الطبع السادي لدى بعض الأزواج. - الفروق البارزة بين الزوجين في الأمور الحياتيّة. - الفراغ لدى الزوج أو الزوجة. - عادة ممارسة الضرب في الأسرة. - الإدمان على الكحول أو المخدرات. - ظروف اقتصاديّة سيئة للأسرة. - معاملة الزوجة السلبيّة لزوجها. - رد فعل على تقديم الشكاوى ضد الأزواج. وقد كثرت في معظم المجتمعات جمعيّات أنصار المرأة التي تطالب “بحقوق المرأة”، وأوجدت وأبرزت طرق معاملة جديدة لم تكن معهودة من قبل. ومن النساء من تستغل هذه الجمعيّات والجهات استغلالا سلبيا بتقديم الشكاوى ضد الأزواج في كل الحالات، وبما في ذلك حالة الجدل العادي بين الزوجين. وأنّ الزوج حين يبلغ بذلك أو يدعى إلى التحقيق من قبل بعض الجهات المختصة وخاصة الشرطة يعتبر ذلك إهانة له ولكرامته وأنّ هناك من يتدخل في التعامل بينه وبين زوجته، وأنّ هناك سلطة أخرى تشاركه في حكم زوجته وربّما تكون هذه السلطة أعلى منه. فلذلك قد يرى في استعمال العنف وضرب الزوجة بمثابة ردّ اعتباره وحفظ ماء وجهه.