شهدت أفلام الكرتون الدرامية طفرة غير طبيعية خلال السنوات الخمس الأخيرة، وحظيت بشعبية كبيرة من قبل شرائح المجتمع المختلفة، ولم يكن الإعجاب محصورا على الصغار فقط، وتبوأت الأعمال الكرتونية مكانة جيدة في مساحة العرض عبر القنوات الفضائية العربية والخليجية، وآخر ثلاث سنوات شهدت الأعمال الكرتونية السعودية حضورا بشكل مكثّف على عدد من القنوات منها قناة إم بي سي التي قدمت (طاش) و(يوميات مناحي) وهذا العام قدمت الفنان عبدالعزيز الهزاع في عمل (أم حديجان) والذي حظي بإعجاب منقطع النظير من قبل المشاهدين.. وأيضا هنالك تجربة على القناة الأولى مع مسلسل (سعيد وسعيدة).. “شمس” سلطت الضوء على التجربة الكرتونية والتقت أبرز الفنانين الذين عملوا في هذا الجانب.. (أم حديجان) وصل عربيا الفنان عبدالعزيز الهزاع أوضح أنه حضر في (أم حديجان) بنفس الشخصيات التي كان يقدمها في الإذاعة في وقت سابق واشتهر من خلالها، إلا أنه واكب التقنية وظهرت من خلال الفيلم الكرتوني، وأضاف: “(أم حديجان) قرّب الجمهور من اللهجة المحلية، وحظي بمتابعة عربية، واستمد العمل أحداثه من البيئة المحلية، وهي تجربة مميزة للعمل الكرتوني السعودي”. (يوميات مناحي) تطرق للسياسة أما الفنان فايز المالكي والذي قدم قبل عامين مسلسل (يوميات مناحي) على قناة إم بي سي فذكر أن هذه الأعمال ليست من السهل عملها وتحتاج إلى مجهود مضاعف وعمل مستمر حتى يتمكن الفنان من إيصال الهدف المنشود، وفيما يتعلق بعدم تكرار تجربة الأعمال الكرتونية قال: “لا أخفيكم الفكرة موجودة، ولكن للارتباط المستمر بأعمال يجعلني أؤجل الفكرة، وهذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى التركيز والوقت الطويل حتى تظهر بصورة قوية”. وأكد المالكي أنه تطرق من خلال العمل الكرتوني إلى جوانب سياسية وعدد من المواضيع الاجتماعية التي تحدث عنها بشفافية ربما لا تقبل فيما لو قدمها في مسلسل عادي. العمل الكرتوني يتطلب ميزانية كبيرة أكد الفنان عبدالله صايل الذي رسم شخصيات مسلسل (حارة أبو حديجان) أن مثل هذه الأعمال تحتاج إلى تقنية عالية، وجهد جبار وخاص، للوصول إلى أعلى درجات الجودة. واستشهد صايل بمسلسل (أم خماس) وقال: “العمل مدعوم، وتم الإنفاق عليه بسخاء شديد، وتم دعمه معنويا وإعلاميا من خلال قناة دبي، وبعض الأجزاء تجاوزت تكلفة إنتاجها تسعة ملايين درهم”، وأضاف: “دعم محمد سعيد حرب مخرج العمل (أم خماس) إعلانيا وتسويقيا، والنجاح المبهر شيء طبيعي، لدرجة أن الشخصيات تحولت إلى سلعة مدرسية وشخصية محبوبة في المجتمع الإماراتي”. وذكر صايل أنه انتهى من التحضير لفيلم كرتوني (الخال وأم العيال)، يجسّد من خلاله الفنان عبدالإله السناني شخصية (أبو ناصر) التي قدمها العام الماضي في مسلسل (كلنا عيال قريّة) وتكمن فكرة العمل في شخصية كرتونية تمر بقضايا متعددة. ناقشنا قضايا اجتماعية عبدالإله السناني أشار إلى أن الفيلم يناقش قضايا مختلفة وقال: “طبعا شخصية أبو ناصر الكرتونية تعتمد على الكوميديا والفنتازيا، وتحدث له عدد من المشاكل، فيوما تجده في المرور، ويوما تجده في الجوازات، ومشكلاته مع الجيران والمستشفيات، ومشكلات عدة يخاطب من خلالها الطفل بشكل رئيسي”. وعن الأسماء المشاركة في (الخال وأم العيال) قال: “شاركنا العديد من الأسماء لهذا العمل ومنها الفنانة فخرية خميس، أغادير السعيد، فهد الحيان، حبيب الحبيب، نايف فايز”، وعن إنتاج العمل قال: “العمل سيقدم بطريقة ال3D وستتم عملية إنتاجه في لندن لما لديهم من إمكانات في الأعمال الكرتونية وال3D كما سنقدم عددا من الشخصيات التي ستكون معنا طوال العمل وهي (أبو ناصر، ريشة، نقا، الوكري، هجاج، أرنستو، ومجموعة شخصيات مساندة عربية وآسيوية)”. الكويت لها الأقدمية اشتهر عدد من المسلسلات الخليجية بتقديم المسلسلات الكرتونية ومنها مسلسل (قطعة 13) في الكويت، والذي استمر لسنوات سمة بارزة في الأعمال الكرتونية المقدمة في رمضان، وفي الإمارات مسلسل (فريج) هو أول مسلسل في الشرق الأوسط ثلاثي الأبعاد، ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة طفرة في إنتاج الأعمال الدرامية الكرتونية الموجهة لكافة شرائح المجتمع.