قلة هم كتاب الدراما الذين شكل حضورهم الفني أهمية كبيرة من خلال نتاجهم الإبداعي، وأحد هؤلاء القلة القليلة في الوطن العربي ممن أثروا الشاشة الصغيرة بأعمالهم الكبيرة، المؤلف الدرامي المعروف فيصل ندا.. الذي شكل عمودا أساسيا للحركة السينمائية والدرامية في مصر طوال 50 عاما بمجموعة من الروائع الباقية في أذهان الجمهور، الذي يرى نفسه في أعمال ندا.. “شمس” أعدت هذا التقرير عن المؤلف وسلطت الضوء على نشاطه الفني.. بداياته من مواليد عابدين، القاهرة عام 1940، تخرج من المدرسة الإبراهيمية بجاردن سيتي، ثم التحق بكلية التجارة قسم محاسبة جامعة القاهرة، وكان رئيسا لفريق التمثيل بالكلية، وكان بطلا لعدد من المسرحيات العالمية مثل (المفتش العام) و(مذكرات محتال). ثم انتخب رئيسا لاتحاد الطلبة بكلية التجارة، وكتب أول مسرحية ليمثلها مع زملائه فى الكلية، وأخرجها فؤاد المهندس. مرحلة التمرس عشق ندا الكتابة للشاشة الفضية، خاصة السهرات التلفزيونية والمسلسلات، واستطاع أن يحدث (تكنيكا) جديدا في الكتابة للتلفزيون، وذلك عندما كتب أول مسلسل تلفزيوني وهو (هارب من الأيام)، واستطاع من خلال كتابته للسيناريو وللحوار أن يضع أسس وقواعد كتابة المسلسل التلفزيوني، وعرضت له أول “تمثيلية” قصيرة وهي (ليسانس في المزاد). وجوه حضرت في أعماله قدم ندا عددا من الوجوه في أعماله، أبرزهم الفنان عبدالله غيث، الذي قام ببطولة (هارب من الأيام)، وأثار حينها المسلسل ضجة كبيرة، وكان من الرواد الأوائل الذين أسهموا فى نهضة مسرح التلفزيون، وفي عام 1963 أعد مسرحية الطريق المسدود، عن قصة إحسان عبدالقدوس وإخراج نور الدمرداش، وأسند بطولتها إلى نخبة من نجوم الدراما والوجوه الجديدة حينها، مثل: يوسف شعبان، عزت العلايلي، ميمي جمال وزيزي مصطفى. غزارة إنتاج تميز ندا بحضوره الفني الغزير الذي غطى على غيره من الكتاب، حيث كتب في مسيرته أكثر من 80 فيلما و57 مسلسلا وعشر مسرحيات، أثرى بها المكتبة الفنية العربية، نال من خلالها عددا من جوائز التقدير، وتم تكريمه أخيرا في مهرجان الإسكندرية السينمائي.