أحيانا كثيرة تهرب الأفكار مني وتشرد المشاعر أطاردها وأصارعها تارة تغلبني والأخرى أصرعها لتتفجر ينابيع من الأحاسيس الدافقة.. والمشاعر الفياضة.. المتباينة.. وتمطر المحابر.. وتسيل عروق القلم.. على أوراقي.. لأكتب عن أرقي وقصة وجعي.. عندما ترى القلب حزينا.. والدم يبكي.. والعروق تنتحر.. تشعر بأن خلف ستار الحزن هذا شيئا ما.. نعم إنه فقد الأحبة.. عندما لم أجدها.. ركبت سفينة الحزن.. وأبحرت على أمواج الدم.. لتبدأ رحلة البحث عن محبوبتي.. ونقطع الأمواج المتلاطمة بلا شعور.. حتى ناءت الشمس.. وحل الغروب.. والليل أرخى سدوله.. ساقتني سفينتي إلى جزيرة زلقا.. يغطيها الهشيم.. والرياح تذروه كيفما اتجهت... وكأن أحقابا مرت على تلك الجزيرة لم يطأها قدم إنس ولا جان.. لبس الجزيرة الظلام.. وبدأت ارتجف وجلا.. يالرب السماء صوت يأتي من بعيد.. والسماء تبدو في حالة تأهب.. السحب داكنة.. برق يضيء أرجاء المكان.. والرعد يقطع سكون الليل.. وهزيم الرياح يبعثر المكان.. تفجرت السماء فجأة.. عيونا.. كانت ليلة مطيرة.. وجه الأرض مخيف.. الأودية تصيح.. والكهوف تتهاوى.. والأوراق تسقط.. والأشجار تتمايل.. اشتد بي الخوف.. هدأت الرياح.. كف المطر.. وأنا أعيش حالة من الرعب.. القلق.. البؤس.. وحيدا متعب النفس.. اتبعت المسير في أوحال تلك الجزيرة المبللة بالماء.. ابحث عنها هنا وهناك.. وأقلب بصري في أرجاء الجزيرة.. لا شيء! أضناني التعب.. فأسندت ظهري على جذع شجرة لأستريح قليلا.. وهيهات. غلبني النوم.. تحت وطأة الأرق.. أحسست بنفس يحرك إحساسي.. وهمس يدك أركاني.. مددت ذراعي.. وبلمسة.. أيقنت أنها محبوبتي..