أكد محمد التونسي رئيس تحرير الزميلة “عكاظ” أن الصحافة السعودية لعبت دورا كبيرا في معالجة الأحداث والقضايا المهمة والحساسة، واطلعت كبار المسؤولين في الدولة على الحقيقة من خلال التعاطي الصادق والموضوعي مع الأحداث، مستشهدا بموقف لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما نشرت صحيفة “الاقتصادية” حينما كان رئيسا لتحريرها تقريرا عن حمى الوادي المتصدّع بناء على قرار أصدرته وزارة الزراعة بمنع خروج الأغنام من منطقة جازان، وصار بعد ذلك الموضوع مادة دسمة لوسائل الإعلام في السعودية، وعلى ضوء التعاطي الإعلامي الصادق مع الحدث قطع خادم الحرمين إجازته في الخارج وعاد بطائرته الخاصة إلى جازان للوقوف بنفسه على الكارثة التي كانت ستستفحل لو لم يوجه بتشكيل لجنة لمعالجة الأوضاع ومن خلالها تمت السيطرة على الوباء. وأشار التونسي في محاضرة ألقاها أمس الأول في مقر قاعة الحمرور بالغرفة التجارية الصناعية في نجران برعاية الأمير مشعل بن عبدالله أمير المنطقة وحضور محمد بن سويلم وكيل الإمارة جاءت متزامنة مع الاحتفالات باليوم الوطني، إلى أن الإعلام السعودي جيد في تناوله وطرحه، لكنه يحتاج إلى مزيد من التطوير لأن زمن الاجتهادات الخبرية انتهى، مضيفا أن هناك لوئح مهنية لصناعة الخبر بتوافر المعلومة والمتمثلة في المكان والزمان ومصدر الخبر الموثّق، معترفا بوجود تقصير من المؤسسات الإعلامية بشأن عدم عمل دورات للصحافيين، نافيا في الوقت ذاته أن يكون هذا الدور هو من اختصاص هيئة الصحفيين. واعترف التونسي بأنه يوجد هناك استقصاء للإعلام من بعض الوزارات، مستشهدا بما واكب وباء إنفلونزا الخنازير الذي حبست وزارة الصحة وسائل الإعلام عنه باتباعها طريقة تقليدية بحتة تنقل من خلالها الخبر بأسلوب يدعونا للاستغراب.