بعد أن انفض سامر رمضان لم يركن المتسولون إلى الراحة، فالعمل ممتد حتى نهاية أيام العيد، لذا كان التخطيط جيدا، وتوزيع المهام واختيار المنافذ والطرقات يتم بعناية من أجل انتهاز فرحة الناس بالعيد واستدرار عطفهم وشفقتهم. وفي خميس مشيط كانت أعداد كبيرة من المتسولات يجبن شوارع الأحياء والطرقات بعد أن هجرن الأسواق، مؤقتا، حاملات معهن أطفالا صغارا. وكان اليوم الأول في عيد الفطر الأكثر احتشادا للمتسولين الذين شرعوا ضمن تشكيلات جماعية منظمة في حجز مواقعهم المتقدمة أمام مشهد العيد بخميس مشيط، واستولوا على بواباته والطرق المؤدية إليه منذ صلاة الفجر، بل إن بعضهم اندس بين صفوف طالبي زكاة الفطر. وبعد الانتهاء من خطبة العيد، تدافع المتسولون أمام المئات من المصلين من جميع الجنسيات طالبين فرحة العيد، فبعضهم يجمع أحيانا من مشهد العيد أكثر مما يجمعه طوال رمضان. المصلون بدورهم لم يتوانوا في منح المتسولين ما تجود به أنفسهم حبا وكرامة وابتهاجا بالعيد. ورغم تحذير المجتمع من التعاطي مع هذه الفئة، إلا أننا نجد من ينساق وراء مشاعره ويسهم بصورة أو بأخرى في استمرار هذه المشاهد المسيئة.