نحتفل اليوم بذكرى عزيزة وغالية علينا جميعا، هي ذكرى اليوم الوطني ال 79 للمملكة، وهي ذكرى توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه). إن الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) استطاع بقوة إيمانه وعزيمته وصبره، أن يحقق إنجازا قل أن يجد له الإنسان مثيلا، فهو استطاع أن يوحد أرجاء الوطن ويوحد الصف والكلمة، بعد أن كانت البلاد تعيش في الفوضى والتناحر؛ لتتوحد الأرجاء تحت اسم المملكة العربية السعودية، وليس ذلك فقط، بل حكم شرع الله في كل شؤون الدولة، فانتشر العدل وسادت الألفة، وأصبحت الأرجاء المتناثرة المتناحرة وحدة واحدة، وهو ما جعل المملكة تحظى باحترام دول العالم. إن 79 عاما هي فترة قصيرة في عمر الزمن، لكنها فترة زمنية شهدت فيها المملكة إنجازات عملاقة لم تتحقق لكثير من الدول عبر قرون، وعلى الرغم من ضعف الحالة الاقتصادية في عهد الملك عبدالعزيز، إلا أن المملكة شهدت تطورا في مختلف المناطق، فساد النظام وعم الأمن والاستقرار، وأصبحت مضرب المثل في أمنها واستقرارها. لقد واصل أبناء الملك عبدالعزيز، كل من الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد (رحمهم الله جميعا) مسيرة المؤسس، فشهدت المملكة نهضة شاملة في مختلف المجالات التعليمية والصحية والطرق والاتصالات وغيرها. وفي هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تتواصل مسيرة البناء والنماء والعطاء لكافة مناطق المملكة؛ إيمانا منه بتحقيق كل ما يحتاجه إليه الوطن والمواطن. وما الزيارات التي قام بها لجميع مناطق المملكة بعد توليه مقاليد الحكم قبل أكثر من أربعة أعوام، إلا دليل على حرصه على تلمس الاحتياجات عن قرب، فكانت نتائج تلك الزيارات المزيد من المشروعات والتوسع في مجال التعليم العام والعالي، ولو حاولنا معرفة ما حظيت به منطقة نجران في هذا العهد الزاهر، لوجدنا أن من أهمها جامعة نجران، ومشروعات طرق عملاقة، ومشروعات مياه وصرف صحي، ومدينة رياضية، وغيرها الكثير، وأنا علي يقين أن العطاء سيتدفق بلا حدود في وطن العزة والشموخ، وما أكبر ميزانية في تاريخ المملكة إلا دليل يؤكد الحرص على تنمية الوطن. أسأل الله تعالى أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، وأن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم، الذين يسعون إلى زعزعة الأمن في هذا الوطن الطاهر، أرض الحرمين الشريفين، وأسأل المولى جلت قدرته أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، والنائب الثاني، وأن نحتفل كل عام بيوم الوطن؛ إنه سميع مجيب.