يعمل الحلاقون على تزيين رؤوسنا وتجميلها بأناملهم، إلا أنهم في الوقت نفسه ينشرون الأمراض بيننا، من خلال استخدام أدوات ملوثة تفتقر لأبسط مقومات النظافة، ويزداد الأمر سوءا خلال ليلة العيد وأول أيامه، ينشط تدوير الجراثيم بين الزبائن المتكدسين في الصوالين. زحام.. ولا رقابة يقول زيدان (حلاق مغربي): إن زحمة العيد أجبرتهم على إضافة كرسي رابع. فما يجنونه خلال ليلة العيد وأول أيامه، يعادل حصيلة شهر رمضان كله. مشيرا إلى أن هناك زبائن لديهم أدواتهم الخاصة. أما الزبون (السريع) فنعقم له أدوات المحل بإشعال النار في الموس المخصص للحلاقة، وتنظيف فرشاة الرغوة. أما إيهاب (زبون) فيشير إلى أن عمل فرق الأمانة، يقتصر على توزيع المنشورات التوعوية والملصقات التحذيرية.. وحين يأتون يتركون مطويات تحذيرية ويلقون لمحة سريعة على المحل ويغادرون. تنافس محموم وأجبر التنافس بين صوالين الحلاقة على تقديم مختلف الخدمات، من خلال الديكورات والأسعار وغيرها من عوامل الجذب. ويقول محمد (حلاق تونسي): “محلنا به خدمات راقية وديكورات عصرية، وجميع أدواتنا معقمة ومطابقة لاشتراطات الجهات الرسمية.. أما أسعارنا فمرتفعة”. أما افتخار محمد (حلاق باكستاني) ويعمل في صالون قديم فيقول: “إن أسعارهم لا تتغير، فخمسة ريالات لحلاقة الدقن، و 10 لحلاقة الشعر بالمقص في العيد، وحتى في شعبان” وذكر أنه يعقم أدواته باستخدام المطهرات الخاصة. وأضاف: “لو وفرت أدوات جديدة لكل زبون فلن أكسب”. ويشير فهد السلمي إلى أنه حرص على شراء أدوات الحلاقة الخاصة حفاظا على صحته. كما أنه يطلب من الحلاقين غسل أيديهم وتعقيمها قبل الشروع في حلاقته. أما علي العتيبي، فاتهم كثيرا من الحلاقين بالبحث عن المادة على حساب صحة زبائنهم.. كما اتهم الزبائن بالتقصير في الاعتناء بصحتهم وعدم اكتراثهم بالإرشادات الصحية، على الرغم من علمهم بالضرر الذي سيصيبهم من الأدوات المستعملة. حملات الأمانة أحمد الغامدي، مدير العلاقات العامة بأمانة جدة، أكد أنهم سيطلقون في محرم المقبل حملة توعوية وتثقيفية، تستهدف أصحاب محال الحلاقة ومرتاديها، بمشاركة الإدارة العامة لصحة البيئة. مشيرا إلى أن هناك ثلاثة آلاف صالون حلاقة مسجل لديهم، تتم متابعتها فيما يتعلق بنظافة الأدوات وسلامة العاملين وتوفر التجهيزات والشهادات الصحية, إضافة إلى سلامة المنشأة.