على الرغم من أن ليالي رمضان تعبر شواطئ الإجازة الصيفية، وهي الفترة التي يختارها الكثيرون لتنظيم حفلات الزواج، إلا أن طقوس الشهر الفضيل، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهور المتزوجين، فأرجأوا مناسباتهم لما بعده؛ لأنه وعلى حد تعبير كثيرين منهم، شهر عبادة لا شهر عسل. حمد السبيعي، الذي لم يقتنع بفكرة الزواج في رمضان، ما دعاه إلى تأجيل زواجه إلى ما بعده، برر ذلك ل “شمس” قائلا: “رمضان يقيد الشخص بالصيام نهارا والقيام ليلا، وهو شهر عبادة وطاعة، وربما تسهم الظروف في عدم حضور المدعوين لزواجي، لذلك سيكون وضعي محرجا، ناهيك عن أنني سأبدأ حياتي الزوجية في رمضان، وربما أقع في محظور شرعي يكلفني الكثير”. فيما يرى فهد الموسى، أنه من الصعوبة بمكان أن يقدم على خطوة مثل هذه؛ لأن الشباب من الجنسين يخشون الوقوع في المحظور، وانتهاك حرمة الشهر الفضيل، لذا يؤجلون عقد النكاح لما بعد رمضان، وهذه عادة طيبة ودلالة على احترام روحانية الشهر الكريم. الطرب يمنعهن الجنس الناعم اعترضن على إقامة مناسبات الزواج في شهر رمضان؛ لأنها تمنعهن من الرقص والغناء، تقول مرام، 20 عاما: “أعتقد أن ندرة الزواج في رمضان، تعود إلى الاعتبار الديني وروحانية الشهر؛ لأنه يندر إقامة زواج أو حفل دون عناصر الفرح، سيما عند النساء”, وتضيف: “النساء لا يمكنهن الموافقة على زواج من دون أن يكون هناك رقص أو أغان، وغيرها من أمور لا يستغنين عنها في احتفالاتهن”، وتتابع من باب السخرية: “في رمضان تكثر المسلسلات، وهذا ربما يتسبب في غياب بعض النساء والبنات عن حفلات الزواج”. شذى، التي تعمل في التعليم، وافقت مرام الرأي بقولها: “لا يمكن أن أقبل بالزواج في شهر رمضان”, وتعزو ذلك إلى أن الزواج يحتاج إلى احتفالات وتكاليف واهتمامات وتجهيزات نفسية ومادية، ولا ترى أن شهر رمضان مناسب لها. تكاليف باهظة ويقول عبد الله الطير: إنه لا يمنعه من إقامة زواجه في شهر رمضان، سوى طريقة الاحتفال بالزواج، فإذا كانت الطريقة توجب وجود احتفال غنائي، فيجزم بعدم إقامته في رمضان، ويضيف: “الذي يحتم على العرسان والأهالي في مسألة توقيت موعد الزواج، ظروف الحياة وارتباطاتها، وتوفر السيولة المادية حينها، وطريقة الاحتفال حسب العادات والتقاليد, وكما هو معروف رمضان يتميز بروحانيته؛ حيث يصعب على النفس الاحتفال بالفرح الصاخب في هذا الشهر، هذا من الناحية الدينية والنفسية، أما من النواحي المادية فأتوقع أنه من الصعب التوافق بين ميزانية رمضان وما بعده وتكاليف الزواج”. إرهاق ومعاناة وتؤكد ريم، التي تعمل ممرضة، أن مرحلة الانتقال من العزوبية إلى الحياة الزوجية، تسبب تغيرات في النواحي السيكولوجية للفرد؛ ما يؤدي إلى إثارة الغرائز، ويحدث نوع من الربكة الداخلية للإنسان؛ وهذا يجعل الكثيرين يتهربون من الزواج في رمضان. وتضيف: “أعتقد أن الشهر شهر صيام وعبادة، والزواج في رمضان تتبعه مظاهر الزينة والسرور والفرح والحفلات، وهذه تلهي الناس عن العبادة والطاعة وقيام الليل، ناهيك عن عدم تلبية الدعوات من قبل المدعوين لظروفهم ومشاغلهم، إضافة للإرهاق والتعب والمعاناة النفسية والمادية، سواء للعروسين أو الضيوف”. خسارة القاعات علي باريمين، موظف في قاعة احتفالات، علق قائلا: “تأتينا طلبات على القاعة، ولكن نعتذر بحجة أن شهر رمضان لصيانة القاعة”, ويضيف: “لكن بكل تأكيد الطلبات محدودة؛ نظرا إلى أن شهر رمضان شهر عبادة وصيام، ومن النادر جدا إقامة احتفالات، ولكن بعد رمضان نجد إقبالا وطلبات كثيرة”.