وإن شئتم، هي (نكتة القرن)!! كان من الواضح أن الموضوع ليس (استفتاء أو تصويت)... هو مجرد موضوع عادي على النسخة العربية لموقع (فيفا) جاء في مقدمته وبالنص “ترك العديد من نجوم القارة بصمتهم في تاريخ كرة القدم الآسيوية من السعوديين ماجد عبدالله وسامي الجابر إلى العراقي أحمد راضي والإماراتي عدنان الطلياني...” ثم يستمر كاتب الموضوع بسرد أسماء عربية وشرق آسيوية ليختم سطوره بالعبارة التالية: “في رأيك أي هؤلاء النجوم ترك بصمته في آسيا ومن اللاعب الأفضل في تاريخ القارة؟”. الموضوع رغم قصره مليء بالأخطاء اللغوية والدلالية... جاء بصياغة ركيكة وعبارات مكررة، باهتة وبائتة، وكل من لديه حد أدنى من الفهم يدرك أن الهدف منه (جذب أكبر عدد من الزوار للموقع بنسخته الجديدة)، وهو حق مشروع للقائمين عليه، لكن العجيب أن يأتي صحافي من عاصمة عربية ليحصي الردود والتعليقات ثم يستغفل المتابعين ويعلن أن الاتحاد الدولي منح اللاعب سامي الجابر لقب لاعب القرن في آسيا، والأعجب أن ينجرف وراءه سيل من الكتّاب والمراسلين الذين أعلنوا عبر زواياهم وصفحاتهم الخبر / الكذبة، دون أن يكلفوا أنفسهم التحقق من طبيعة الموضوع!! موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم حينما رأى الافتراءات والاستغلال الساذج للموضوع أضاف تعليقا بسيطا أظنه خاصا (بمن لديهم صعوبات في الفهم) أوضح فيه أنه ليس استفتاء ولا تصويتا ولا هم يحزنون.. أي أن الاختلاف ليس حول (رسمية) الترشيح بل حول اختلاق هذا الترشيح الذي لا وجود له! سامي الجابر نجم سعودي يستحق التكريم، والقضية ليست أن يفوز هو أو غيره.. القضية كيف يتم استغفال الجمهور بهذا الشكل الذي لم يكشف سوى أصحاب الهوى ممن بدت ضحالة أقلامهم وسطحية عقولهم..! ولا أدري كيف مرت هذه الحبكة على اللاعب الذي خانه ذكاؤه وهو يصرح للصحف بأنه سعيد (باختياره من أعلى سلطة رياضية)، بل إن إدارة الهلال المثالية التي عُرفت بحرصها على المصداقية في أقوالها وأفعالها وقعت في موقف محرج وهي تعلن عن إقامة حفل تكريمي بعد العيد بهذه المناسبة التي تبين لاحقا أنه لا أساس لها من الصحة. المخجل هو أن يتحول دور الإعلام من تجلية الحقيقة (وتقديمها للمتلقي كما هي) ليصبح دوره اعتساف الحكايات وتحويرها ونفخها ثم ترويجها على أنها حقيقة!! دوخة اللجان كلما (طفت) على السطح تفاصيل جديدة في قضية الدوخي (غرقت) لجنة الاحتراف أكثر وأكثر. التساهل أو التعاون مع نادي الاتحاد في تسجيل الشرميطي والرهيب يقابله تعنت غير مفهوم مع النصر، من مزاعم حقوق النادي الأصلي، إلى إرسال البطاقة لبلجيكا، إلى كونه هاويا ثم محترفا، إلى رفض لجنة الاستئناف دون مستند قانوني.. إلى آخر قائمة المراوغات التي حضرت فيها كل الأمزجة وكان الغائب الوحيد هو النظام!!