أبجدية التغيير تقتضي أن تكون تدريجية، وسأضرب لك مثالا حيا من خلاله يتبين لك أن التغيير يكون تدريجيا ومستمرا لكي يعطي نتائج فعالة، فلو وضعت أمامك قطعة من اللحم الكبيرة وطلب منك أن تأكلها دفعة واحدة فهل تستطيع فعل ذلك؟ بالتأكيد لا. إذن ما الحل؟ الحل الأفضل لها هو أن تبدأ بتقطيعها إلى قطع صغيرة تستطيع من خلالها مضغها ومن ثم بلعها، وبالتالي تجد نفسك قد التهمتها كلها وأنت مستمتع بها دون أي ضرر، مجرد مسألة وقت وصبر وينتهي كل شيء. فالبداية بسيطة وتستطيع تطبيقها دون أدنى أي مجهود يذكر، وهي أن تجعل مفهوم: “أنا إيجابي، أنا متفائل، أنا ناجح، أنا مبدع، أنا أستطيع” وغيرها من الألفاظ الإيجابية لصيقة بك لا تنفك عنك بترديدها وبتكرارها، وبالتكرار يثبت الأمر، بمعنى أنك تكررها في أي لحظة من اللحظات وفي سائر الأوقات، حتى تتعود عليها وتصبح شعارا لك، فعندها تكون إيجابيا، بل دائم البحث عن الإيجابية، وأكثر تفاؤلا في الأمور، ما يعني أنك ستجد الكثير من الخيارات في كثير من المواقف الحياتية التي قد تأتيك أو تفاجئك يوميا، وقد تقف عندها ولا تتعداها بسبب أنها لا ينفع معها أي شيء! نعم إنها السلبية التي قد طغت عليك، وأبعدتك عن التمتع بالأشياء على حقيقتها. وبالتالي إن كنت متفائلا ستكون أكثر تحكما في استجابتك لوقائع الأحداث، وتستطيع أن تختار ما شئت مما وضعته من خيارات دون تردد أو خوف أو قلق أو شك أو حتى اضطراب في الشخصية. يقول هلمستر: “إن ما تضعه في ذهنك سواء كان سلبيا أو إيجابيا ستجنيه في النهاية”. فلا بد لنا هنا من تحذير مهم مما يسمى بالقاتل الداخلي: فهو يجعلك فاقدا للأمل، ويشعرك بعدم الكفاءة، ويضع أمامك الحواجز والصعوبات، مثل (أنا خجول – أنا ضعيف – أنا لا أستطيع – أنا غبي – أنا لا أفهم) وغيرها من هذه الألفاظ المدمرة للنفس، فتحدثك السلبي مع نفسك بشكل مستمر يرسل إشارات سلبية للعقل الباطن فتصبح جزءا من حياتك، ثم يؤثر هذا الحديث النفسي السلبي في تصرفاتك الخارجية، ولتعلم أن ألد أعدائك إليك هي نفسك التي بين جنبيك!