يعاني الممثل السعودي حالة نفسية بعد تطويقه بقيود من الوهم داخل بعض الشخصيات المركبة التي قدمها طوال مسيرته الفنية عبر المسلسلات ذات الأجزاء المتعددة، بعد أن نجح في فترة سابقة في تطبيقها بإتقان؛ وشكلت هذه الحالة هاجسا يلاحقه أينما وجد، فأصبح حضوره دائما داخل مجتمعاته مرهونا بتلك الشخصية؛ ظنا منه أنها جسر العبور إلى سلم النجومية، وظل يعمل بها في واقعه الحقيقي، ولم يفق منها؛ ما جعل غالبيتهم يدخل في إنتاج تلك الشخصيات على شكل أجزاء، معتقدا أن المشاهد متفاعل معها، في الوقت الذي أصيب المتابعون بملل من مشاهدة تلك الشخصية المركبة وعدم تقبلها مرة أخرى. ويرى المهتمون بشأن الدراما السعودية، أن الساحة الدرامية تراجعت هذا العام بشكل كبير، حيث يرون أنها تحولت إلى ملعب خصب للتهريج والاستثمار، ولم يعد هناك ابتكار أو تجديد في النص من حيث الفكرة والحبكة الدرامية لكاتبها؛ وذلك بسبب تكرار الشخصيات المركبة داخل قصة العمل، ولا سيما أن المنتج أحد عوامل الارتقاء بالعمل أو الانحدار بالذائقة الفنية فيما لو كان أحد عناصر المشاركين داخل العمل. وهناك من يرى أن الممثل السعودي يحتاج إلى مراجعة دكتور نفساني متخصص في مثل تلك الحالات؛ للمساهمة في خروج الممثل من الشخصية المركبة وإعادة تأهيله إلى وضعه الطبيعي، كما يفعل غالبية نجوم الدراما في العالم الغربي، وفي اتصال مع الفنان عبدالله السدحان حول هذا الموضوع قال: “في الغرب قد يحدث مثل هذا الوضع؛ لوجود دكاترة نفسانيين متخصصين في مثل تلك الحالات التي يتعاملون معها باستمرار، وتفهم حالة الفنان والتعامل معها في إطارها الفني وليس الجوهري، لكن لدينا لا أعتقد ذلك؛ لسبب بسيط هو: “هل سيتفهم الجميع المعنى الحقيقي لمثل تلك الحالات وكيفية التعامل معها حسب وضع الفنان وتجاوب الاختصاصي للحالة؟”. وأضاف: “الفنان السعودي الحقيقي الذي يحمل موهبة ووعيا وبعد نظر لا يحتاج إلى مثل هذه الظروف طالما أنه يستطيع أن يفصل بين الشخصية التي يقدمها دراميا وشخصيته الطبيعية أو الواقعية؛ بدليل ما قدمناه في (طاش)، حيث استطعت أنا وزميلي الفنان ناصر القصبي تجسيد أكثر من 14 شخصية، كل واحدة تختلف عن الأخرى ولم نتأثر بها إطلاقا؛ لأن لدينا مبدأ خاصا منذ أن دخلنا مجال الفن، وهو أن شخصياتنا الدرامية لا ترافقنا خارجيا في المناسبات العامة أو الخاصة، كما يحدث وللأسف لبعض الزملاء، فنحن أطباء أنفسنا ونستطيع أن نتحكم في تسيير حياتنا الخاصة، بعيدا عن تلك الكاركترات”. وتابع: “هناك فرق شاسع بين الكوميديا الحقيقية ذات الأبعاد والأنماط في الطرح الراقي والكوميديا التي يغلب عليها طابع التهريج التي تفتقد الحبكة والموهبة في تجسيد الشخصية بمضمونها الحقيقي الذي يتماشى مع فكرة العمل وإضافة لمسة للحدث.