لن أنسى موقفا جمعني بالفنان الراحل محمد العلي، عندما ضربني (كفا) على وجهي، عندما كنت أقرأ نصا بحضوره، وحدث مني خطأ لم أكن أقصده، وكانت لطمته بمثابة صحوة وتغيير في حياتي، وتعلمت منه دروسا كثيرة، لا أستطيع أن أحصيها، سواء في الحياة العامة أو حتى في الحياة الفنية، فبعد ذلك (الكف) وأنا أسير بخطى ثابتة نحو الأفضل؛ بناء على التوجيهات التي كان يقدمها لي، رحمة الله عليه. هذا الموقف غير حياتي، وجعل الأنظار تلتفت لي من قبل الفنانين الآخرين والمنتجين، وبدأت التساؤلات تدور: مَن هذا الشاب الذي يقدمه الفنان محمد العلي، ويذهب معه إلى كل مكان، داخليا وخارجيا، ويتبناه ويرعاه بهذه الصورة؟ ولا أنسى كذلك لحظة معرفتي به، عندما شاهدني في أحد الأعمال المسرحية عام 1415ه، وطلب مني أن أزوره في مكتبه، وفعلا فعلت ذلك، وكان صدره أرحب من المكان، وطلب مني أن أتواصل معه باستمرار؛ لأنه كان يحضر وقتها لمسلسل (خليك معي) والذي شاركت فيه، وأعطاني رقم منزله للتواصل معه، وقدمني بشكل جميل وحققت ما كان يطمح له من خلال أدائي في العمل، الفنان محمد العلي زرع داخلي الثقة بكل أنواعها، وعلمني أشياء لن أنساها، فهو كان بمثابة الأب، لا أتعامل معه إلا كونه كذلك، ولهذا فإن خبر وفاته نزل علي كالصاعقة، رحمة الله عليه... وأخيرا لكم كل الشكر.