كثيرا ما تتحوّل ممرات وأسياب عنابر المرضى بمستشفى شهار إلى مطاردات دامية وسباقات ماراثونية بين العاملين بالمستشفى وعمال النظافة الذين يستغلون أطعمة المنوّمين بالعنابر حال نزولها من عربات توزيع الوجبات الغذائية وأخذها، حيث يخزنون الفواكه وعلب مياه الصحة والمشروبات الباردة المصروفة للمرضى في أماكن استراحتهم داخل المستشفى، وعند انتهاء ورديّة عملهم يذهبون بها إلى منازلهم. وينصب اهتمام هؤلاء العمال في تجميع قوارير الصحة والعصيرات لبيعها عند إشارات المرور لتدر عليهم أرباحا باهظة بالنسبة لهم توازي رواتبهم الشهرية بواقع 400 إلى 600 ريال، فلو باع العامل 20 علبة ماء صحة يوميا لدى الإشارات والمحال التجارية تكون بواقع 20 ريالا وبالتالي تصل محصّلته الشهرية إلى 600 ريال. وقد رصدت عدسة “شمس” حال العمال أثناء خروجهم من عملهم محملين بأطعمة المرضى، وأشار بعضهم إلى أن رواتبهم تتأخر لأشهر ما يدفعه لمثل هذا العمل لدفع إيجارات سكنهم ومتطلّباتهم الضرورية اليومية. وأكّد مصدر ب(نفسية الطائف) أنهم في سباق ماراثوني دائم مع عمال النظافة الذين يحرصون قبل انتهاء ورديّة عملهم اليومي على التسكّع عبر ممرات العنابر لاصطياد مأكولاتهم وقوارير مياه الشرب والعصيرات والفواكه من قبل المرضى المنوّمين. “شمس” بدورها حاولت استقصاء الحقيقة بالاتصال لأكثر من مرة بالناطق الرسمي ل(صحة الطائف) سعيد الزهراني عن حقيقة اعتداء وسطو عمال النظافة على مشروبات وأطعمة المرضى ب(نفسية الطائف)، غير أنه لم يرد. يذكر أن عدد العمالة بمستشفى شهار يبلغ نحو 120 عاملا وسبق لهم أن أضربوا عن العمل لعدّة مرات بداعي تأخر رواتبهم ومطالبتهم بإجازات سنوية للذهاب إلى ذويهم، وقد تسبّب إضرابهم عن العمل في تدهور النظافة بالمستشفى.