ينصرف المسلمون في شهر رمضان إلى العبادات بشكل مكثف ويكبحون جماح شهواتهم وملذاتهم مستغرقين في الاستغفار وقراءة القرآن طمعا في النجاة والعتق من النار، إلا أن هناك بعض ضعاف النفوس من الجنسين يطلقون شياطينهم في هذا الشهر الفضيل وينتهكون حرمته بمعاكسات ولقاءات مشبوهة في الأسواق، مستغلين انشغال الناس بعباداتهم. هذه الممارسات وإن لم تصل إلى حد الظاهرة في رمضان لكنها تكشف خللا جسيما في تربية الأبناء ينبغي على الأسر التنبه له مبكرا والعمل على التصدي له. القناص التائب ويقول “القناص” وهو شاب كان يمارس هذه السلوكيات إنه قضى سنوات عديدة في هذا الضياع قبل أن يمن الله عليه بالتوبة، فحتى شهر رمضان الفضيل لم يسلم من تهورهم كا يقول. مضيفا أن معظم العلاقات التي تنشأ بين بعض الجنسين لا تتجاوز المكالمات الهاتفية لصعوبة خروج الفتاة من منزلها.. إلا أن في رمضان يختلف الوضع كثيرا، فهناك فسحة في الخروج مثلا لآداء صلاة التراويح، أو شراء بعض المستلزمات.. وهنا تجد بعض الفتيات فرصتهن في التعرض للمعاكسات ومقابلة الشبان في الأسواق. عدم دقة أما هند عبدالله (22 عاما) فترفض ما يقال عن ارتفاع مؤشر المعاكسات ولقاءات الأسواق خلال شهر رمضان، مشيرة إلى أن الحديث عن هذا الأمر تنقصة الدقة والموضوعية.. فتلك الأمور من ضعاف النفوس تحدث في جميع الأوقات وليس هناك وقت معين تتميز به عن دونه. وقالت إن العائلة المحافظة والمتابعة لتحركات أبنائها ستحد دون شك من أي تجاوزات أو تفلتات قد تصدر منهم. وبررت هند الحضور اللافت للفتيات للأسواق في رمضان بحاجة الأسر إلى التبضع في هذا الشهر، بالإضافة إلى الاستعداد المبكر للتجهيز لعيد الفطر المبارك وشراء مستلزماته، سواء كانت للبيت أو لأفراد الأسرة. أهدافهم مختلفة ويقول أحمد قايد ويعمل في أحد المحال المتخصصة في بيع العطور النسائية بمركز تجاري التجارية: “بحكم وجودي في هذا المركز منذ أربعة أعوام لاحظت بالفعل الإقبال الكبير في رمضان من المراهقين من الجنسين، لكنهم يختلفون في أهدافهم؛ فمنهم من يحضر بغرض الشراء، ومنهم من يقضي الوقت في الفرجة على المحال دون أن يتعدى على حرمات الآخرين، ومنهم من يأتي من أجل معاكسة الفتيات وإيذاء الآخرين». وأكد أن رجال الحسبة يقومون بدور كبير في منع تلك المخالفات ومناصحة أصحابها، لكنه طالب بتكثيف جولاتهم في الأسواق ومراقبة مداخلها خلال صلاة التروايح. آثار اجتماعية أكد الدكتور منصور بن عبدالرحمن العسكر أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن المعاكسات لها آثار اجتماعية ونفسية على الأفراد والمجتمع، فهي تعتبر بداية الطريق إلى الهاوية خاصة من جانب النساء. ولفت إلى أن الأماكن التي تكثر في المعاكسات هي التي تمتاز ببعدها عن التمثيل الأسري مثل الأسواق والمتنزهات العامة. مضيفا أن السلوك الانحرافي يبتدئ بالمعاكسة ثم المحادثة، ثم يتطور إلى أمور أخرى كالإركاب في السيارة مثلا ثم الخلوة ثم الابتزاز بالصوت أو الصورة، ثم تأتي سلسلة أخرى مثل العلاقات المحرمة ومن ثم فهي سلسلة لا تنتهي. الرقابة الذاتية وعزا العسكر هذا السلوك الانحرافي إلى ضعف الإيمان بالله، وعدم استشعار مراقبة الله تعالى ورفقاء السوء. وطالب العكسر بأن تتعاون مؤسسات المجتمع في القضاء على هذه الظاهرة، وغرس سلوك الخوف من الله وحده في نفوس الناشئة لأن الرقابة الذاتية لدى الأفراد هي التي توجههم لا الخوف من الأجهزة الرسمية سواء الشرطة أو رجال الحسبة، وكذلك شغل أوقات الفراغ لدى الشباب، وأن تكون الأسرة قريبة من أبنائها. كما طالب بعمل دراسات ميدانية لهذه الظاهرة للمساهمة في معرفة أسبابها الحقيقية والخروج بأساليب عملية تساعد في علاجها.