أقبل شهر رمضان.. أقبل شهرُ القرآنِ.. أقبل شهرُ النفحات.. أقبل شهرٌ الخاسرُ حقيقةً من خرج منه ولم يُغفر له فيه.. أقبل شهرٌ أيامه صيام ولياليه قيام بعكس حالنا اليوم.. أقبل شهرٌ مَنْ صامه وقامه إيمانا أي: تصديقا بوعد الله بالثواب عليه، واحتسابا أي: طلبا للأجر لا لقصد آخر من رياء ونحوه غفر له ما تقدم من ذنبه.. أقبل شهرٌ ينادي المنادي: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.. أقبل شهرٌ جُمع للصائم فيه بين أنواعِ الصبرِ الثلاثةِ: صبرٍ على طاعة الله بامتثال أمر الصيام فيه، وصبرٍ على محارم اللهِ من الشهوات، وصبرٍ على أقدار الله المؤلمة من ألمِ الجوعِ والعطشِ وضعفِ النفسِ.. أقبل شهرٌ قال الله فيه: كلّ عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به.. أقبل شهرٌ تذكر فيه هذه الكلمة عند الخصام واللجاج والغضب: «إني صائم».. أقبل شهرٌ حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي نفسه الشريفة بيده أن خلوف (رائحة) فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة (كما عند مسلم في صحيحه 2 / 807) من رائحة المسك.. أقبل شهرٌ للصائم فيه فرحتان: فرحةٌ عند فطرهِ، وفرحةٌ عند لقاءِ ربهِ.. أقبل شهرٌ خص الله بابا من أبواب الجنة الثمانية للصائمين اسمه: باب الريان يناسب حالهم.. أقبل شهرٌ تُفتح فيه أبواب الجنة وتغلّق فيه أبواب جهنم وتسلسل الشياطين.. فهل سُلسلت شياطين الأنس التي تريد حرف الناس عن مقصد الشهر العظيم «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون»؟! وفضائل شهر رمضان لا يكفيها مقال كهذا؛ لأن المساحة الممنوحة لي مقدرة محددة بعدد من الأحرف، لكن أخي القارىء حَسْبُكَ من القِلادةِ مَا أحَاك بالعُنُقِ.. يا باغي الخير أَقْبِل.