من نصف ريال إلى خمسة ريالات للقطعة الواحدة.. قفزة هائلة بلغتها أسعار الكمامات في وقت وجيز؛ بسبب الانتشار المزعج لإنفلونزا الخنازير في السعودية، وبدء موسم عمرة رمضان الذي دفع الكثيرين إلى ارتدائها خوفا من انتقال العدوى إليهم. ولم يعد بيع تلك الكمامات مقصورا على الصيدليات فقط، بل أصبحت المتاجر الصغيرة ومحال بيع الأغذية السريعة في مكةالمكرمة تمارس هذا النشاط بيعا وشراء، وهو ما ساهم أيضا في ارتفاع أسعار الكمامات بشكل كبير. إنفلونزا الجشع وناشد بعض المشايخ والعلماء وزارة التجارة التدخل الفوري لوقف جشع بعض التجار في بيع الكمامات واستغلال حاجة الناس الضرورية إليها لوقايتهم من انتقال المرض إليهم، واصفين هذه الزيادات غير المنطقية ب(إنفلونزا جشع المتاجرين). وطالب الشيخ عبدالرحمن العتيق عضو التوجيه والإرشاد بالحرم المكي في حديثه إلى “شمس” تجار الكمامات بمخافة الله وتقواه، والتوقف عن الجشع والمتاجرة بمصائب الناس عن طريق رفع الأسعار، مذكرا إياهم بأنهم ليسوا بمنأى عن هذا الوباء، وعليهم استغلال هذا الشهر الكريم بالتقرب إلى الله والامتثال لقوله صلى الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا”. زادوا فزدنا ومن داخل أحد المحال الصغيرة المنتشرة بالمنطقة المركزية للحرم المكي برر أحد باعة الكمامات ارتفاع أسعارها إلى ثلاثة ريالات للكمامة الواحدة بوصول السعر في المحال المجاورة له إلى خمسة ريالات. مضيفا أن كفيله كان قد أحضر كميات من تلك الكمامات لبيعها بنصف ريال للقطعة الواحدة، لكن مع الإقبال الشديد طلب منه رفع السعر متى ما زاد سعرها في المحال المجاورة. لا بد منها من جانبهم ذكر عدد من المعتمرين الوافدين والمواطنين التقتهم “شمس” أنهم ماضون في أخذ الحيطة والحذر وارتداء الكمامات رغم ارتفاع أسعارها خاصة أنهم يستخدمون كميات كبيرة منها اتباعا لما تقتضيه الإرشادات الطبية التي تنصح بعدم ارتداء الكمامة لأكثر من ساعة، وتغييرها بعد ذلك. وقال بدر الخثيم إنه لم يعد يضايقه انتشار إنفلونزا الخنازير بقدر ما يضايقه حال المتاجرين بمصائب الناس وتجييرها لصالحهم. مشيرا إلى أنه منذ إعلان وزارة الصحة ضرورة ارتداء الكمامات من باب الوقاية حتى بدأت الأسعار في ارتفاع مستمر، بل والغريب أن محال كمحال بيع الوجبات الغذائية السريعة أخذت تتاجر فيها هي الأخرى وبأسعار مبالغ فيها. ورأى أن وزارة التجارة تتحمل مسؤولية هذا الأمر. أما إبراهيم فرحات فذكر أنه وصل إلى السعودية هذا العام دون عائلته على غير العادة؛ خشية أن يصابوا بالمرض. مشيرا إلى أنه يحرص شخصيا على ارتداء الكمامة باستمرار، خاصة في أماكن الازدحام الشديد، متقيدا بتوجيهات وزارة الصحة السعودية. ويرى شادي الصيروي (سوري) أنه لا بأس من ارتداء الكمامة، لكنه يعتقد أن الاتكال على الله من أهم طرق الوقاية والعلاج. مشيرا إلى أن المرض هو ابتلاء من رب العالمين، ومناشدا علماء الدين ومشايخ الأمة زيادة جرعات الوعظ والتذكير وإرشاد الناس لما فيه صلاحهم. أما الطفل الهندي محمد أكرم (13 عاما) فكان حريصا على ارتداء كمامته كحرصه على إحرامه. وقال إن الجهات الصحية بمطار نيودلهي نصحته، وغيره من القادمين إلى العمرة، بتجنب أماكن ازدحام المعتمرين وعدم التوغل بينهم إلا مرتديا الكمامات الوقائية، وهو ما يحرص عليه باستمرار. وسط الزحام فيما تفاوتت درجة المخاوف بين عدد من منسوبي الجهات المشاركة في خدمة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام. قال بعض منسوبي قوة أمن الحج والعمرة الخاصة إن طبيعة مهامهم الأمنية تحتم عليهم التوغل بين ضيوف الرحمن. مشيرين إلى أن قيادتهم حرصت على توزيع الكمامات عليهم حفاظا على سلامتهم. ويقول ياسر الحضرمي إنه يرتدي الكمامة من باب الوقاية، لكنه على إيمان ويقين تامين بأن الله هو الحامي. وشاركه الرأي عدد من زملائه وهم فارس الزهراني وماهر اللقماني وفواز الزهراني وفالح العتيبي وفهد المنتشري ومطلق العبيد. برامج توعوية من جانبه أكد فائق حسين الناطق الإعلامي بالشؤون الصحية في مكةالمكرمة أنه وضعت كافة الاستعدادات من قبل مسؤولي الصحة لمحاربة المرض من خلال تكثيف البرامج التوعوية التي شملت كافة الشرائح من المواطنين والمعتمرين والزوار. مشيرا إلى أنه بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة تتواصل الجهود في سبيل منع انتشار المرض. أما الدكتور أحمد الخروبي مدير مستشفى الملك فيصل فأكد أن فيروس إنفلونزا الخنازير لا يختلف عن فيروس الإنفلونزا العادية، إلا أن مكمن خطورته فيما يصاحبه من ارتفاع شديد في درجة الحرارة؛ ما قد ينجم عنه فشل في أعضاء حيوية من جسم الإنسان. وأشار إلى أنه لم يتم التوصل بعد إلى علاج له، لكن يستخدم حاليا عقار (تاميفلو) كمضاد له، لكنه يرى الكمامات هي من أنجع وسائل الوقاية وثبتت فاعليتها. لافتا في الوقت نفسه إلى أن الكمامات ذات القماش الخفيف لا تقي تماما من العدوى بعكس الكمامات التي يكون سمكها أكبر، وهي متوافرة وينصح باستخدامها.