أصبح الليموزين بوضعه الحالي مصدر إزعاج وأرق كبير؛ وذلك من جراء عدم التزام سائقيه بالقوانين والأنظمة المعنية، حيث غدت ظاهرة سلبية مألوفة في كثير من شوارعنا بما تحدثه من عرقلة لحركة المرور، ووقوع حوادث التصادم نتيجة توقفه المفاجئ. ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى استفزاز مشاعر مستعملي الطريق وإحساسهم بالتسيّب.. وهذه الظاهرة في الحقيقة تحيلنا إلى مناقشة الكثير من المفاهيم، أهمها فائدة روح المواطنة؛ لأن غالبية سائقي الليموزين من الأجانب. وروح المواطنة هذه هي في المحصلة مجموعة قيمية لنسج سلوك الفرد في المجتمع، ولا بد من تطويقها والتغلب عليها بتضافر جهود المسؤولين في قطاع المرور، وكذلك لا بد من تدريب هذه الشريحة من المجتمع، التدريب المهني اللائق ومساعدتهم على تطوير أسلوب العمل ضمن استراتيجية واضحة، بدلا من أن تكون ردود أفعال غير مدروسة، وعلينا أن نتيح الفرصة للمواطنين، ونضع لائحة داخلية جديدة لتحسين وتطوير خدمة النقل المحلي وفق لائحة تضمن شروط السلامة وخدمة المجتمع. ويجب العمل على حل جميع الإشكالات الناجمة عن استخدام سيارات الليموزين. لذلك أتساءل، كما يتساءل الكثيرون، عن جدوى تأخير سعودة قطاع الليموزين، الذي كان يجب أن يتم تطبيقه قبل سنوات، ويجب التسريع في هذه الخطوة المهمة التي ستوفر آلاف الوظائف للمواطنين، كما أنها ستحد من المشكلات الكثيرة التي نسمع عنها ونشاهدها كل يوم، وأهمها التصرفات غير المسؤولة التي يقوم بها سائقو الليموزين، خاصة الآسيويين، الذين لا يتقيد معظمهم بالأنظمة واللوائح المرورية، ولا هم لهم سوى اصطياد الزبائن، أيا كان الموقع الذي يقف فيه.