لم يعد وجود الأراضي الخالية في الأحياء السكنية مفيدا للساكنين بالقرب منها مثل ما هو متعارف عليه في الماضي من خلال استغلالها كمواقف للسيارات أو ملاعب للكرة، بل تحولت بفعل فاعل إلى ملجأ لكومة النفايات ومخلفات العمران ووكر آمن للأعمال الإجرامية. في أحد أحياء مدينة الخبر حيث توجد بجانبه أرض خلاء يقول المواطن أحمد العجمي: “أسكن في الحي منذ ما يقارب 18 عاما وفي العمارة المجاورة لهذه الأرض، وبالفعل هذه الأرض أمرها غريب في بدايتها كانت أرضا عادية لا يوجد بها أي شيء، وتقول الأخبار إن ملكيتها تعود لمواطن تبرع بها من أجل بناء مسجد فاستبشرنا خيرا في البداية، ومع مرور الأيام فوجئنا بأنه تم تطويق الأرض بجدار وإغلاقها بباب من الحديد، وعند سؤالنا توصلنا إلى معلومة مفادها بأن الأرض سلمت لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها لمبرة الإحسان الخيرية، وكنت أشاهد السيارات الخاصة بالمبرة تنزّل بعض الأغراض إلى الأرض وتأخذ بعض الأغراض الأخرى، وكانت المحتويات الموجودة أثاثا مستعملا ومكيفات وثلاجات، وأنا أتساءل لو حدث حريق، لا قدر الله، كيف سيكون الحال؟ وهل باستطاعتهم إطفاء جميع هذه المخلفات؟”. ويقول المواطن قاسم القحطاني: “لم نكن نعلم أن ما تحتضنه تلك الأرض في جوفها، ولكن حريقا مفاجئا كان كافيا لكشف المستور، وكان تقرير الدفاع المدني بالنسبة لنا كالفاجعة؛ حيث أكدوا لنا أن ما حدث بفعل فاعل ما يدل على أن إهمال مثل هذه الأراضي ورمي المخلفات بها جعل الأطفال يعبثون بها كيفما يشاؤون وكادوا يتسببون فيما لا تحمد عقباه”. ويؤكد الدكتور زكي العوامي مدير إدارة الخدمات العامة ببلدية الخبر أنهم كثيرا ما يتوجهون إلى مثل هذه الأراضي المليئة بالنفايات ومخلفات البنيان، ويجدون أن السبب الرئيسي في وجود تلك المخلفات يعود إلى الساكنين بالقرب من تلك المواقع، ويزيلون المخلفات متحملين التكلفة المادية. وأوضح أنهم يسعون دائما للحفاظ على نظافة المدينة، وذلك يتطلب التعاون من الجميع. من جانبه يوضح حسين البلوشي الناطق الإعلامي بأمانة المنطقة الشرقية طبيعة هذه الأرض بقوله: “نأسف لقيام بعض الأفراد والمقاولين برمي المخلفات سواء من البنيان أو بقايا الأطعمة في الأراضي الخالية، ونحن كثيرا ما نحذر من ذلك، ولكن للأسف البعض مازال يصر على تجاهله”. ومن ناحية العقوبة، أجاب البلوشي: “في حالة القبض يُكلف المتسبب بإزالة ما تسبب به ويغرم ماليا وتحجز مركبته”. وطالب عمال النظافة بأن يتعرفوا على أي شخص يقوم بمثل هذه الأعمال من خلال رقم لوحة سيارته والإبلاغ مباشرة. ودعا الجميع لأن يحافظوا على نظافة المدينة، مذكرا إياهم أن ما يقومون به يكلف الأمانة مبالغ خيالية من أجل النظافة.