وسط حضور جماهيري قارب ال(خمسة آلاف) متفرج أشعل الفنان رابح صقر مساء جدة خلال الحفل الثاني الذي أُقيم على الصالة الرياضية المغلقة بتقديم ما يقارب ال15 عملا ألهبت حماس الجماهير التي ترقبت الفرصة للوصول إلى المنصة، وسقط الكثير منهم مغشيا عليه. الحالة الهستيرية التي بدت على عشاق صقر لم تكن مستغربة؛ لأنه يعرف ماذا يقدم من أعمال تلهب حماسهم وتجعلهم يتمايلون طربا مع كل ما يقدمه خلال وصلاته الغنائية. تحية ورقص أطل صقر على الجماهير رافعا يده بتحيته المعروفة وخاطبهم قائلا: "مساء الخير.. الله لا يحرمني منكم.. والله يقدرني على أن أسعدكم مع فرقتي الصغيرة ولكن الكبيرة في بعطائها"؛ لتردد الجماهير "آه يا رابح" بشكل متكرر استمر لعدة دقائق، فما كان من رابح إلا أن يقول لهم: "صح عليكم". بداية هستيرية وبعد أن هدأت الهتافات بدأ صقر الحفل بأغنيته الشهيرة (من أولها) التي كتب كلماتها الشاعر منصور الشادي لتتحول الجماهير إلى كتلة واحدة تتراقص على أنغامها ورددوا معظم مقاطعها. وقبل تقديم الأغنية الثانية قدم رابح تقاسيم على العود، وبشكل مباشر بدأ في أداء أغنية (أنت عارف وأنا عارف) التي تحولت المدرجات معها إلى حالة هستيرية تُعد الأولى على الإطلاق؛ حيث تراقصت الجماهير على أنغامها فأحدثت إغماءات وتعالت صرخات الجماهير. توتر وفوضى بعد ذلك خاطب صقر الجماهير مرة أخرى قائلا: "يبدو أن هذا المساء غير؛ لأن جدة وأنتم غير"؛ ليبدأ أغنيته (أزعل عليك) بالإيقاعات، وليردد خلالها "ون توو يوووب"، ويعود من جديد ليلهب حماس الجماهير التي بدأت في النزول للصالة. ومع نهاية الأغنية تقدمت نحو المنصة لتحيي صقر، وكان أول من وصل إليه طفل لم يتجاوز أربع سنوات؛ لتتحول الصالة إلى حالة من الفوضى والتوتر؛ ما استدعى تدخل رجال الأمن لتهدئة الموقف، ولكن كانت مطالبات صقر للجماهير بالهدوء أكثر تأثيرا على الجمهور الذي استجاب لرغبته. جمهور رومانسي ثم عاد رابح ليقدم (الليلة ليلتنا) التي ردد الجمهور معه (قوة محبتنا) وسط إسكات منه للفرقة المصاحبة؛ كي يستمع إلى صوت محبيه. وكتأكيد لسوء التنظيم أشعلت الجماهير (الولاعات) التي حوّلت القاعة إلى شعلة من نار كإيحاء بالرومانسية التي أججها صقر من خلال أغنية (صدقيني)، التي طالب بها الجمهور كثيرا، والتي علق قبلها صقرا قائلا (جيت أسعدكم مو ابكيكم). ا ستراحة وطلبات ومع حلول الساعة الواحدة والنصف صباحا طلب نجم الحفل راحة على المسرح، طالب خلالها الحضور بأغنية (أوه يا سعودي)، التي وعدهم بتقديمها كتختيمة للحفل. وبعد انقضاء الاستراحة التي لم تطل مدتها عاد صقر ليقدم مجموعة من أعماله (من هواني هويته)، فطالب الجماهير بالتوقف عن الرقص رغم رفضهم لذلك ليشعل صقر الصالة بتقديم (نعمة النسيان) التي أرغمت الجماهير على التفاعل الكبير والرقص؛ ليواصل تقديم مزيج من أعمالة القديمة والجديدة، وكان من بينها (منتهى الرقة) بعد مطالبات من الجماهير ثم (تكلمنا بحسن نية). انقطاع كهربائي أثناء تأدية رابح لأغنية (كذا من ربي) انقطع السلك الكهربائي الذي يوصل آلة العود بالكهرباء؛ ما أجبره على التوقف لمدة نصف ساعة؛ ليكمل بعدها دون عود، ويتحول إلى عازفي الإيقاع ليشاركهم كردة فعل على تأخر إصلاح العطل الذي حرم صقر من العزف. ختامها ساخن وفي نهاية الحفل قدّم صقر (شاب الشعر) و(أوه يا سعودي) على التوالي، التي جعلت صقر يترجل عن المسرح متوجها إلى الصفوف الأولى لحصول مشاجرات بين الجماهير والمنظمين أطلقت خلالها بعض الجماهير بعض المفرقعات النارية.