حسنا ما أقره مجلس الوزراء مؤخرا من ناحية تأسيس شركات للتنمية السياحية الداخلية تشارك الدولة في رأسمالها؛ الأمر الذي سيعمل على تطوير الوجهات السياحية التقليدية، واكتشاف مناطق جديدة توفر للزوار مقومات الترفيه والتمتع بكنوز الوطن المتنوعة، وتعتبر الإنجازات التي تحققها الهيئة العامة للسياحة والآثار مهمة جدا نحو توطين الوظائف السياحية والمهن التراثية، وخلق فرص عمل للشباب من الجنسين، وتشير التوقعات المبدئية إلى ارتفاع نسبة المصطافين بالداخل هذا الصيف، ربما تفوق نسبته ال5 في المئة مقارنة بصيف العام الماضي، وعلى الرغم من استمرار بعض السلبيات التقليدية كارتفاع أسعار الخدمات وغيرها، إلا أن المؤشرات تشير نحو التحسن والتطور؛ ما يشجع على ارتفاع أعداد السياح الداخليين، ورغبة الكثيرين في التمتع بما يضمه الوطن من معالم ومزارات فريدة، ومن هذه الزاوية ندعو الجميع إلى إعادة اكتشاف المدن والمناطق السعودية، خاصة المواطن السعودي الذي أنفق أكثر من ستة مليارات دولار في العام الماضي. وتتوقع الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن تشهد حركة السياحة المحلية صيف هذا العام نموا بنسبة 3 في المئة، مقارنة بصيف العام الماضي. كما تتوقع وصول معدل الإنفاق إلى أكثر من 11.9 مليار ريال، مقارنة ب11.5 مليار ريال للعام الماضي. وحسبما أوضح مركز المعلومات والأبحاث السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار (ماس)، فقد يصل عدد الرحلات السياحية المحلية إلى 9.4 مليون رحلة سياحية. وأن تكون مكةالمكرمة أهم الوجهات السياحية بنسبة 37 في المئة، ومن ثم الرياض والمنطقة الشرقية بنسبة 13 في المئة لكل منهما. والرغبة تتولد لدى السائح السعودي في قضاء الصيف داخل الوطن من ولائه وحبه له وثقته فيما يحتويه من إمكانات هائلة؛ فالسياحة الداخلية في كل البلدان تتراوح نسبتها بين 85 و90 في المئة، في حين يتجه 10 في المئة فقط من المسافرين نحو السياحة الخارجية، وحقيقة القول إن السياحة السعودية تسير بخطى منتظمة نحو التطور؛ فالفعاليات والمهرجانات والمعارض تشهد نموا مطردا وسريعا، ولم تعد السياحة بالسعودية مقصورة على الحج والعمرة، بل امتدت لتشمل السياحة التراثية والثقافية؛ لما للسعودية من إرث حضاري، إضافة إلى التنوع الجغرافي وفرص الاختيار المتعددة التي تشجع المواطنين والمقيمين على اكتشاف السعودية كوجهة سياحية فريدة. كما أن الجيرة مع دول الخليج الأخرى والارتباط الوثيق وحسن السياسة الخارجية عوامل تتيح للمواطن الخليجي فرصة زيارة السعودية دوما، وتكرار زياراته إليها وقضاء إجازاته فيها باستمرار، والسعودية وجهة سياحية فريدة تريد من أبنائها أن يعيدوا اكتشافها، وقد كانت لي تجربة ثرية امتدت على مدى عشر سنوات مكنتني من رؤية الأوضاع قبل نشأة الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأثناء ميلادها وحتى الآن، ومتابعة ما تقوم به من جهود مضنية بإعجاب وتقدير خاص لكل منسوبيها وفي مقدمتهم الأمير سلطان بن سلمان رئيسها الدؤوب، الذي لا يألو جهدا ولا يكل ولا يمل من أجل النهوض بصناعة السياحة وتطوير قطاع الآثار في السعودية حتى يجذبا السائح السعودي أولا لقضاء عطلاته في ربوع وطنه الحبيب. سائح