نجح فريق طبي وطني من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض في علاج طفلة مواطنة، قادمة من أمريكا، كانت تعاني تشوها بالقلب يتمثل في ضيق بالشرايين الرئوية وعدم اتصال بين الشرايين. وكانت الطفلة، التي تبلغ سنة وشهرين، قد ولدت في أمريكا وهي مصابة بتشوه خلقي في القلب، وقام الفريق الطبي هناك بمحاولة لإصلاح الشريان الرئوي الأيمن؛ ما نتج منه انعدام تدفق الدم وارتفاع شديد في ضغط الشريان الرئوي الأيسر فأدى ذلك إلى مزيد من المضاعفات؛ ما أجبر الطفلة على البقاء بالعناية المركزة ثمانية أشهر. بعد ذلك قامت عائلة الطفلة باستشارة عدد من المراكز الطبية الأمريكية ولكن دون فائدة؛ حيث أخبرت العائلة بعدم وجود أي حلول علاجية أخرى، وحينها قررت أسرة الطفلة العودة إلى أرض الوطن. وقال الدكتور عبدالعزيز الخالدي استشاري جراحة القلب للأطفال والكبار ورئيس الفريق الجراحي في العملية: «إن الطفلة جاءت إلى مركز القلب بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، حيث بدأ الأطباء بدراسة الحالة الطبية للطفلة؛ وذلك لوجود برنامج متخصص في جراحة أمراض الشرايين الرئوية، وبعد عدة اجتماعات قرر الفريق الطبي أن هناك أملا رغم تعقد الحالة، حيث أجرى الفريق الطبي العملية الأولى قبل ستة أشهر التي كانت تهدف إلى الدخول إلى الرئة اليمنى لتتبع ما بقي من الشريان الرئوي الأيمن الضامر وإصلاحه». وأضاف: «بعد خمسة أشهر من العملية الأولى أجرى الفريق الطبي عملية قسطرة إشعاعية أظهرت نجاح العملية الأولى ونمو الشريان الرئوي الأيمن؛ ما سمح بإجراء العملية الثانية التي أجريت الشهر الماضي وتم فيها إيصال الشريان الرئوي الأيمن بالشريان الرئوي الأيسر والقلب واستعادة الدورة الدموية الرئوية الطبيعية». وأكد الخالدي أن عضلة القلب تحسنت كثيرا وانخفض ضغط الشريان الرئوي إلى المستوى الطبيعي. كما أكد أن الطفلة حاليا تتمتع بصحة جيدة وعادت إلى طبيعتها؛ حيث إنها حاليا تتفاعل مع عائلتها وتتبادل الابتسامات مع الجميع في مؤشر يدل على التحسن الكبير في حالتها.وتعد هذه العملية واحدة من سلسلة النجاحات التي بات يحققها برنامج إصلاح الشرايين الرئوية بمركز الملك عبدالعزيز لطب وجراحة القلب، حيث زادت العمليات الناجحة خلال العامين الماضيين إلى أكثر من 41 حالة.