أكتب وأنا خارج السعودية وبصحبتي نواف (ابن أختي يبلغ من العمر عشر سنوات)، وقد أبلغني عن تصويت في برنامج (صدى الملاعب) بين الخبير (الماجد) وسبعة أسماء محلية.. نواف كان منذ سنتين هلاليا مُتعصبا ثم أصبح اتحاديا لعدَّة أسباب أجدها تخطت عمره.. مُتعاطفا وبشدَّة مع النصر ومُعجبا ب(الماجد) الذي لم يره..! فعندما كان يُجندل دفاع الهلال ويضع الكرة تحت قدمي الموينع لم يكن قد ولد نواف بل كان بقي على مولده خمس سنوات..! وفي هذا الفارق الزمني الرهيب كيف كان العشق..؟؟ أعود لأقول رأيته مُتذمرا مثل تذمر الكبار من هذا التصويت.. فاستدرجته لمعرفة دوافع تذمره فوجدتها دوافع لا توجد إلا لدى عاشقين كبار في العمر والعقل..! برنامج (صدى الملاعب) ومُذيعه لم يجدا فرصة لجذب المُشاهدين خلال هذا الصيف البارد رياضيا إلا بحشر اسم الخبير الدولي وملك العشب الأخضر (الماجد) مع أسماء لا توازيه في الإنجاز ولا الصيت.. فكيف يضعان اسم (الماجد) مُوازيا لاسم النعيمة..؟ فهل الساحب دوما مثل المسحوب..؟ وهل المُتعملق شموخا والمُرتقي علوا للبحث عن الكرة مثل المُتفرج أو الساقط أرضا..؟ وعلى المكشوف أقولها لو كان لمُصطفى الآغا حس رياضي حقيقي وشاهد (هدف الملز) الشهير عندما اعتلى (الماجد) تعملقا من بين النعيمة والبيشي لإحراز هدف موسم 1407ه لكفته لأن يُلملم تصويته ويبحث عن مكان آخر وزمن آخر ليعرض فيه تصويتا على طريقة بائعي (الشنطة) المُطارَدين لمُخالفتهم الأنظمة..! فما زال مُصطفى وغيره لم يستوعبوا الدرس بأن (الماجد) تخطى المراحل وبات اسما خارج المُنافسة تماما، ومن يجره لمُنافسات ومُقارنات محلية إنما هو لديه شيء في نفسه، بل هو يُريد التذاكي ولكن بغباء شديد..! مشهد لا يزال يتكرر وهو مَنْ الأفضل (الماجد) أم سامي..؟ وهو مشهد ذابح للذائقة الرياضية من الوريد إلى الوريد.. ولو علم مُصطلح المُقارنات عن هذه المُقارنة لاختفى خجلا ولامَ مَن أوجدها..! مُقارنة لا تظهر إلا أوقات الركود الرياضي.. هدفها الإثارة وإخراج ما في الجيوب، والمُستفيد من صنعها سامي..! فكل عاقل عندما يطلع على مثل هذا التصويت أو المُقارنة لا بد أن يقولها من كل قلب (مبروك يا سامي..!!) فهي أصدق رسالة مُعبرة عن الامتعاض تجاه مُقارنة بين جبال الهملايا الشاهقة علوا وعيون الأحساء الناخرة في الأرض فتحا.. فتجعل بينهما توازيا في العلو..!! خاتمة بحروف الصديق الغالي الدكتور خالد الدخيل: وعميد اللاعبين لفنه شوقٌ.. يمُوجُ بخصمه فنا طربناهُ أهدافه أُرخت في مجد عزتنا.. ننسى مآسينا وما نسيناهُ السهمُ مُلتهبٌ.. والخصمُ في فزعٍ.. من لي بمثلهِ تُوصله يُمناهُ