أوضحت نتائج استفتاء أجري أخيرا على عينة عشوائية شملت أكثر من 750 فتاة لمعرفة آرائهن حيال ظاهرة المعاكسات وما إذا كانت موجودة في المجتمع من عدمها، أن 78 في المئة من الفتيات اعترفن بوجودها بكثرة، فيما أشارت 21 في المئة منهن إلى أنهن لا يدرين، في حين كانت الإجابة بالنفي قطعيا أقل من واحد في المئة. وعن الأسباب الرئيسة في انتشار مثل هذه الظواهر أجابت 37 في المئة منهن بأن الفراغ العاطفي يلعب دورا كبيرا في استشراء الظاهرة، بينما حل الجهل وضعف الوازع الديني وعدم الخوف من الله في المرتبة الثانية من الأسباب بواقع 30 في المئة، وقالت 19 في المئة إن السبب هو وسائل الإعلام، في حين اعتبرت 5 في المئة منهن انشغال الأهل عن المراقبة أحد الأسباب الداعية إلى المعاكسات، وجاء التقليد والشعور بالنقص في المرتبة الأخيرة بنسبة 4 في المئة. أوضح ذلك الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش (داعية إسلامي) محذرا من خطورة انتشار ظاهرة الغزل والمعاكسات، مؤكدا أنها فتنة من جنس الشهوات، وقال: “كنت أظنها مرضا تخطاه الزمن وإذا بالرسائل القصيرة عبر شريط الفضائيات وعبر مواقع النت والشات تظهر وسائل مبتكرة في الخداع ودغدغة العواطف والمشاعر، بل تجاوز الأمر الأدب العام ونُحر الحياء بالصوت والصورة عبر فضائيات ومواقع النت للغزل والمعاكسات، بل وضرب المواعيد واللقاءات فظهرت أسواق النخاسة الفضائية والإلكترونية بما يُخجل”. وأوضح الدويش أن من أكبر الأسباب للمشاكل العاطفية كالإعجاب والمعاكسات هو نقص الجانب العاطفي في حياة المعاكسين والمعاكسات، فالحب والمصارحة وحسن الرعاية والكلمة الحلوة خاصة من الوالدين لها أثر كبير وخاصة في فترة المراهقة، فإن فقُدت لجؤوا لتعويضه في سلوكيات منحرفة لسد هذا الفراغ. وأضاف: “هناك أنواع للفراغ منها الزمني والعاطفي والروحي، ومن أراد العلاج فليحرص على ملء هذه الفراغات بالتربية على الإيمان الصادق، وزرع مراقبة الله والخوف منه في نفوس الأولاد وإشعارهم بالعطف والرحمة والحنان وفهم نفسياتهم وإشباع عواطفهم بالحب والتقدير والاحترام وتحفيزهم على ممارسة الهوايات المفيدة”. ولفت الدويش إلى أن بعض التائبات اعترفن بأن أفضل الأوقات للقاء بفارس الأحلام المزعوم هو الصباح وبعد أن تُوهم وليها بالدخول للمدرسة أو الكلية، كما اعترف بعضهن بأنهن يتفقن على الخروج للأسواق والرجوع للمدرسة قبل نهاية وقت الدوام، مؤكدا أن المصارحة والثقة المتبادلة تقتلان القلق والتردد، وتربيان على الشجاعة وعدم الخوف وقطع دابر الشر من البداية، داعيا أولياء الأمور إلى تفهم احتياجات أبنائهم وبناء جسر من التواصل ممزوج بالثقة معهم، وتحذيرهم من الممارسات التي لا تجني من ورائها سوى الحسرة والندامة.