أصبح من المألوف أن تقدم هوليوود فيلما مسيئا عن العرب، وتتناولهم على أنهم (أراجوزات) ومجموعة لا يعرفون من الحياة سوى الصحراء؛ وذلك لأن هوليوود خاضعة لاعتبارات عدة وتسير بطريقة معروفة للجميع. لكن غير المألوف الذي يثير علامات استفهام عدة هو إصرار عدد من الأفلام العربية على تقديم صورة نمطية ومبالغ فيها عن كاريزما الخليجي، وأنه الشخص غير السوي سلوكيا، وكان آخرها في فيلم كباريه، الذي تدور أحداثه داخل ملهى ليلي وحيى الفنان خالد الصاوي من خلال إحدى الأغاني بعض الدول بأسمائها، من دون مراعاة أو تقدير لأحد، وقبله فيلم الريس عمر حرب، الذي أخرجه خالد يوسف وأظهر تواجد الشخصية الخليجية داخل صالة قمار. وأصبحت صورة (الغترة والعقال) في السينما العربية ناقصة إلا إذا تم إكمالها بالتصرفات المشينة؛ حتى بدا عاديا منظر لشخص يترنح ناثرا حفنة من النقود في الهواء الطلق! عدد من الفنانين تحدثوا عن هذه الصورة المزرية في السينما العربية، حيث قال الفنان علي السبع: “أولا هذه الصورة لا تعمم على جميع الخليجيين، وهنالك منتجون يصورن أفلاما في كباريهات ولا يرون إلا هذه النماذج”، وأضاف: “النموذج السيئ لا يتعمم فهنالك خليجيون لهم أيادٍ بيضاء ووجود نزيه هناك، لكن الشر والصورة السيئة هي التي تنتشر أكثر، وأولا وأخيرا تلك ناتجة عن عقليتي المنتج والمخرج”. من جهته أكد الفنان بشير الغنيم أن بعض الأفلام تعرض الخليجي بصورة مبالغة فيها، ونحن كفنانين نحترم فننا وما نقدمه لا يمكن أن يسيء إلى أحد من الأشقاء، والدراما يجب أن تعالج، ولا تقدم صورة نمطية سيئة عن شيء، وقال الغنيم: “إذا كانت هنالك نماذج سيئة فمن الخطأ أن نظهرها بدافع التندر والتهكم”. وفي السياق نفسه طالب الفنان عبدالله العامر القائمين على هذه الأعمال بالنظر إلى الجانب الحسن، وترك السيئ، وتقديم صورة موضوعية وحقيقية عن الخليجي، وقال: “هنالك مبدعون أثروا الساحة العربية، وهنالك أطباء يشار إليهم بالبنان، وهنالك نماذج مشرفة من الصعب أن يتجاهلها شخص، ويسلط الضوء على شخصيات منبوذة من قبلنا، ونحن ننكر تصرفاتها قبلهم”، وأضاف: “نحن اليوم نرى أعمالا تضم جميع أبناء الوطن العربي، والهدف منها إيصال رسالة سامية، ولا مجال لدينا للنظر إلى مثل هذه التفاهات والسقطات”.