مع حلول موسم الزواجات الذي سيمتد حتى رمضان المقبل، ستكون الملاحظة الأكثر إثارة للحزن في تلك الأجواء الفرحة، متعلقة بما يتكدس خارج القصور وقاعات الأفراح من أطعمة متبقية من الحفلات. وفيما مضى كانت أطعمة الحفلات يؤتى عليها من قبل المدعوين الكثر، الذين يسعدون بمثل تلك الولائم والحفلات ويستعدون لها إكراما لمضيفهم، ولكن في الوقت الجاري بات معظم المدعوين يتناولون (وجبة خفيفة) في منازلهم قبل الذهاب لتلك الحفلات لاعتبارات عديدة من بينها عدم مواءمة وضعهم الصحي لما يقدّم في الحفلات من أطعمة، أو عدم رغبتهم في تناول العشاء في وقت متأخر جدا (كما في بعض المدن) أو وقت مبكر جدا (كما في مدن أخرى)، إضافة إلى اعتبارات أخرى. وهذا كله أدى إلى زيادة ما يتبقى من أطعمة على حاجة المدعوين، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال كميات الأطعمة المجلوبة للحفلات في ازدياد، والمثل الشعبي القائل إن “الناس يأكلون بأعينهم” ما زال يحظى بالتقدير والاستجابة. وكان من ضمن الحلول المطروحة لمعالجة بقايا الأطعمة والاستفادة منها، اللجوء إلى الجمعيات الخيرية التي كانت تتقبل بقايا الأطعمة الصالحة للاستهلاك لتستغلها بمعرفتها فيما يفيد الفقراء والمحتاجين، ولكن اشتراطات الجمعيات المفهومة، حدّت كثيرا من الكمية المستفاد منها، حيث تختار الجمعيات الأطعمة الجديدة التي لم تتضرر من أيدي المدعوين، وتترك الفضلات أو ما يمكن تسميتها بالبقايا في الأطباق؛ وذلك كونها لا تستطيع تقديم طعام مأكول بعضه لفقير أو مسكين، وفي ذلك خطر صحي واجتماعي أيضا. وعلى هذا الأساس، قدّم مواطن ابتكارا واقتراحا ينظر إلى الأمر من زاوية أخرى، فإن لم يستفد الإنسان من تلك البقايا فإن الحيوان على استعداد للقبول بها، وكان ذلك هو محور الاقتراح المتمثل في تصميم بسيط لعدة حاويات توضع أمام قاعات الأفراح والقصور في مثل هذه المواسم، وتكون مقسّمة إلى قسمين، حسب اقتراح المواطن، القسم الأول مخصص للأرز فقط وهو غذاء فعال جدا للدواجن والطيور، والقسم الآخر يخصص للمعجنات والخبز والأطعمة الجافة، وهو غذاء فعال ومطلوب للمواشي وبينها الأغنام والجمال. ويرى صاحب الاقتراح أن ذلك يتيح الفرصة للاستفادة القصوى من الأطعمة بدلا من تركها وتكديسها مع ما يسبب ذلك من مناظر محزنة وأخطار صحية أيضا. وقال صاحب الاقتراح إنه أجرى دراسة لمعرفة التكلفة والتصميم الأفضل، وخلص من ذلك إلى أن الأجدى صناعيا وماديا هو إنشاء حاويات من الحديد بطول ثلاثة أمتار وعرض 150 سم، وارتفاع 120 سم، على أن تكون مقسمة إلى قسمين متساويين، مع وجود أربع فتحات، اثنتين منهما لإدخال الأطعمة واثنتين لاستخراجها من قبل أصحاب الدواجن والمواشي. وتكلّف الحاوية الواحدة وفقا للدراسة المختصرة ألفي ريال، ويمكنها أن تحوي وفق مقاييسها ما حجمه 5.4 متر مكعب؛ أي نحو نصف طن من الأرز والمعجنات. وطرح المواطن اقتراحه على جهات خدمية، وما زال ينتظر رؤاهم عن الاقتراح الذي قال إنه سيعمل على تنفيذه وفق برنامج تطوعي فيما لو تجاهلته الدوائر الحكومية الخدمية.