يقول المثل العربي (الصيف ضيعت اللبن). غير أن صاحبنا العربي مبدع هذا المثل لو قدر له أن يمضي صيفا واحدا معنا هذه الأيام لربما اكتشف أنه كان (واحد ما عنده سالفة)، ولطالب بإلغاء مثله السخيف بعد أن يضيف: (لبن وزبادي مين يا حسنين!). شخصيا أفضّل المثل القائل: (في الصيف.. ضاعت فلوسك يا صابر)، إذ بات الصيف - بالنسبة إلي على الأقل - موسما يترافق مع حالة إفلاس قهري. وبمجرد أن تلوح بوادره من بعيد تبدأ السيدة العزيزة زوجتك في رفع معدلات النكد اليومي: “عطني فلوس. ابي اشتري فستان. متى نروح السوق”. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فأعراف القبيلة تأبى إلا أن تكون (غصبا عنك) مدرجا في قائمة الشهامة العالمية. و(عيب عليك إذا فعلت عظيم) أن تحضر زفافا دون أن تقدم رفدا محترما حتى لو كان السيد العريس قريبا من الدرجة ال19. وما دامت معاناتي اليوم كلها أمثال (عَمّال على بطال)، فأفضل مثل يمكن أن يستشهد به صيفا هو (مصائب قوم عند قوم فوائد)، ولاسيما أن صاحبنا يعرس ونحن نتفرج ونفلس.. ألا تشاركونني الرأي؟