شيعت جموع غفيرة أمس، ممرض مستشفى زاهر مكة، الذي لقي حتفه على يد مريض نفسيا اقتحم مبنى المستشفى وأطلق على الممرض عبدالقادر المهابي تسع رصاصات كانت كفيلة بقتله. وشهد التشييع حضور عدد كبير من المسؤولين وزملاء المجني عليه من منسوبي صحة المنطقة وأهله وأصحابه، ووري جثمانه الثرى عصر أمس بعد غسله وتكفينه بمغسلة المهاجرين والصلاة عليه بالمسجد الحرام. وقال مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور خالد ظفر لشمس”: “إن الفقيد من خيرة العاملين بالصحة، وممن هم على خلق رفيع ومثابر ومجتهد من خلال عمله كممرض بمستشفى الملك عبدالعزيز لخدمة وطنه وأبناء وطنه”، مشيرا إلى أنه نقل تعازي وزارة الصحة لذوي الفقيد، حيث حمَّله وزيرها الدكتور الربيعة ذلك، وتأكيدهم على أنهم بجانب أهل الفقيد في هذه الفاجعة. وبدا الحزن عميقا على والد القتيل وعائلته الذين عاشوا لحظات صعبة ساءت عقب مشاهدتهم الجثمان وقد توارى تحت التراب، وشدد والد الممرض على أنه لا يزال متمسكا بحقه الشرعي ومطالبته بمحاسبة كل من يثبت تقصيره، سواء من الجهات الأمنية ومستشفى الملك عبدالعزيز، الذي شهد فصول مقتل ابنه. فيما أوضح عدد من زملاء الفقيد الممرضين، أن الحادثة كانت عصيّة على تصديقهم ساعتها؛ بسبب مفاجأتها وسرعة حدوثها وغرابتها. وقال الممرض زيد المالكي: إنه وبعد مقتل زميلهم من داخل المستشفى وهو يؤدي واجبه المهني أصيبوا بصدمة نفسية للنهاية البشعة، فيما قال الممرض هيثم الأحمدي: إنهم فقدوا أخا عزيزا وزميلا لم يحدث أن أساء إلى أحد، وهو مشهود له بدماثة الخلق وبشاشة الروح وحب تقديم المساعدة إلى الجميع، بل إنه كان يعيش كثيرا حياة الألم والحزن مع مرضى المستشفى ويتأثر معهم، خاصة مرضى القسم النفسي. إلى ذلك، قال رئيس جمعية حقوق الإنسان الحكومية الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني إنه لا بد من إيجاد طرق علاجية مع ذوي الحالات النفسية غير تلك التي يجري العمل بها حاليا، مبينا أن على وزارة الصحة تذليل كل المصاعب أمام المريض النفسي وذويه؛ من أجل تحفيزهم على التقدم بأنفسهم طواعية للعلاج، وإنه لا بد من إعطاء أصحاب الحالات النفسية حقهم في الرعاية كاملة والاهتمام بهم وعدم تركهم إلا بعد أن تثبت الفحوص شفاءهم، لافتا إلى أنه وحسب ما صاحب قضية مقتل ممرض مستشفى زاهر مكة فإن ذويه كانوا أبلغوا عنه حال اختفائه قبيل وقوع الجريمة، وذلك يشير، بحسب القحطاني، إلى وجوب محاسبة كل من يثبت تقصيره من أي جهة كانت “خاصة أن الثمن جاء عنيفا وقاسيا جدا بإزهاق نفس بريئة”.