بعد الأحداث والضجة الكبيرة التي صاحبت فيلم (مناحي) في الرياض تقرر أن يعرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان أبها السياحي، وسيعرض الفيلم في الساحة الشعبية وعلى مسرح المفتاحة، إلا أن بوادر استقبال الفيلم تسببت في انقسام أحاديث الأوساط المهتمة في عسير؛ حيث هنالك فئة معارضة وأخرى مؤيدة لعرض (مناحي)، ويبدو أن الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت. “شمس” أخذت انطباعا مباشرا من بعض أبناء المنطقة. السينما موجودة منذ زمن في البداية تحدث الدكتور عبدالرحمن بن حسن المحسني عضو نادي أبها الأدبي، وأوضح أن العروض السينمائية موجودة في عسير منذ التسعينيات الهجرية، ولم تكن في أبها فحسب بل امتدت إلى القرى والمحافظات المجاورة، وقال: “كنا في المرحلة الابتدائية نشاهد بعض العروض لأفلام ليست عربية، والأمر ليس جديدا علينا”. وأضاف المحسني: “السينما تحمل رسالة نبيلة، وفي اعتقادي أنها تؤدي رسالة هادفة لا تؤديها عشرات المحاضرات والخطب”. الفيلم مستفز ويحمل أفكارا قديمة أما ما يتعلق بفيلم مناحي فقال المحسني: “شاهدت الفيلم، وأكون صادقا إذا قلت إنه لا يستحق كثيرا تلك الهالة الإعلامية التي أحاطت به، وكان سببها الأول الإعلام”. وأضاف: “الفيلم مستفز في كثير من مشاهده، ويعتمد على الإضحاك المبستر، ولا يحمل فكرة جوهرية ذات قيمة سوى فكرة قديمة جدا تتصل بالأسهم التي دندنا عليها في كل وسائلنا الإعلامية، واستنفدناها حتى لم يعد فيها مدخل، وأصبحت تزيد بالضحك اكتئابا، ولا مشكلة في طرحها لكن يجب أن يكون ذلك وفق رؤية ذهنية تقدم أبعادا واعية، وتفتح إنتاجا جديدا لمداخل ذات هدف. وأنا أحترم فايز المالكي وقدرته المتجددة، وعلى ثقة بأنه يستطيع ومن معه أن يصنع أفلاما أكثر أهمية، تعالج قضايا المجتمع بوعي مختلف يمكن أن يؤسس لدينا عملا سينمائيا بنائيا ندافع عن حضوره، وأؤكد أن ذلك يجب ألا يخضع لاجتهادات فردية، بل يحتاج إلى جهد مؤسسي يستوعب الأهداف، ويصنع الاستراتيجيات الصحيحة للعمل”. الفيلم ضد عاداتنا وموروثنا فيما عارض الشيخ موسى عسيري (إمام مسجد) عرض الفيلم في منطقة عسير، وقال: “أطلب إلغاء فيلم (مناحي) وحجبه عن العرض في عسير؛ فنحن مجتمع قبلي يرفض الازدواجية، ومتمسكون بالعادات والتقاليد”. وأضاف العسيري: “نحن نتمنى عرض مسرحيات تظهر عادات المنطقة وتعتز بموروثها أفضل من عرض فيلم حظي بردات فعل عنيفة، وأحدث فجوة بين أوساط المجتمع”. وتمنى في ختام حديثه إعادة النظر في عرض فيلم غير مستفاد منه غير الضحك واللهو (على حد وصفه). المتشددون يرون بعين واحدة من جهة أخرى وعكس سابقه اعتبر الإعلامي حسين المقرفي أن الفيلم متنفس جيد للشباب بعد حجب الحفلات الغنائية، وقال: “المتشددون لن يعجبهم هذا العمل لأنهم لا يرون إلا بعين واحدة”. وأضاف: “أستبعد أن تحصل صدامات مثل التي حدثت في الرياض؛ لأن الجهات الأمنية أخذت عبرة من تلك الأحداث وستقف أمام أية محاولة مشابهة في أبها”.