تتواجد في الصيدليات أعداد كبيرة من الكريمات التي تستخدم لتبييض الوجه، وأكثر من يستخدم تلك الكريمات هم الفتيات، لكن كثيرا من تلك الكريمات التي تباع بالصيدليات دون ترخيص من وزارة الصحة، تعكس آثارا سلبية على وجه من تستخدمها؛ بسبب حساسية البشرة، على الرغم مما تجده من إقبال كبير من قبل الفتيات والشباب الذين يعانون تقرحات ونمشا في الوجه. حبيسة تشويه لم يكن يدر بخلد سهام أحمد، موظفة، أن استخدامها لأحد كريمات تبييض البشرة سيجعلها زبونة دائمة لإحدى عيادات الأمراض الجلدية في الخبر، لتخضع بعدها لجلسات متعددة كي تنقذ الطبيبة ما يمكن إنقاذه بعدما ملأت التصبغات والبثور وجهها؛ فقد دخلت سهام في دوامة المراجعات الطبية والخجل ومن ثم الرفض القاطع لمقابلة الآخرين؛ لتصبح بعدها حبيسة جدران غرفتها. تعود بنا سهام إلى بداية الحكاية، وتقول: “جمال البشرة ونقاؤها يظلان هاجس كل فتاة وامرأة”. وتضيف: “تتبُّع الأحدث في عالم العناية بالبشرة ديدن كثيرات”. وتوضح: “عن نفسي كنت دائمة العناية ببشرتي بالمواد الطبيعية، على الرغم من أن مفعولها يستغرق مدة طويلة”. وتضيف: “لكنني آثرت الاستعاضة بمواد قرأت عنها في مواقع الإنترنت والمنتديات الخاصة بالمرأة”. وتوضح: “قرأت عن تركيبة مكونة من عدة كريمات، لا بد من إحضارها من الصيدلية؛ كي أضمن جودتها”. وصفة إنترنت وتقول سهام: “بالفعل لم أتوان عن تنفيذ ما حوته الوصفة الإلكترونية من تركيبات، وذهبت لأشتريها من الصيدلية”. وتضيف: “قمت بمزجها بالمقدار المحدد لي سلفا، وبدأت استعمالها لمدة تصل إلى حدود الشهر”. وتوضح: “كانت النتائج مرضية للغاية، وكل من يعرفني لاحظ الفرق الكبير”. وتؤكد: “هذا حفزني على الاستمرار في استعمال هذه الوصفة المكونة من عدة كريمات للتبييض”. و”فجأة (تقول سهام) بدأت البثور والتصبغات تجتاح وجهي؛ الأمر الذي دفعني إلى الذهاب إلى الطبيبة، التي بدأت معي العلاج بعدة جلسات، تماثلت بعدها للشفاء”. وتستدرك قائلة: “إلا أن بقايا الآثار السلبية لهذه الكريمات ما زالت تحفر مكانها بوجهي، حتى عجزت مساحيق التجميل عن إخفائها”. ثقافة مجتمع وتجزم أمل العيسى، طالبة جامعية، بأن “إقبال الفتيات على كريمات التبييض نابع من ثقافة المجتمع، التي كرّست في أذهان الفتيات أن الجمال يكمن في بياض البشرة”. وأوضحت أن هذا “جعل الفتيات يتهافتن على الكريمات، غير آبهات بالآثار السلبية التي تتركها”. وأشارت إلى أنها تلقي باللائمة على الجهات ذات العلاقة التي تسمح بمرور نوعيات من الكريمات الخاصة بالتبييض لا تباع في كثير من الدول، بسبب احتوائها على مواد تؤثر سلبا على صحة المرأة. ولفتت العيسى إلى أن كثيرا من النساء اللاتي استخدمن كريمات التبييض تلك سواء للجسم أو البشرة لقين نتائج مذهلة في بداية الأمر، لكن سرعان ما انعكس ذلك على صحتهن وعلى جمالهن أيضا. وأضافت أن “الوضع ازداد سوءا لدى كثيرات من خلال اسمرار البشرة أكثر من ذي قبل، وظهور بقع في أنحاء متفرقة من الجسم، علاوة على الأضرار المباشرة على الكلى”. وأكدت أن “المرأة تمتنع بأمر من الطبيبة عن استخدام أي نوع من الكريمات في فترة الحمل؛ لما له من أضرار على الجنين؛ ما يعزز الآثار السلبية الناجمة عن استخدام هذه الكريمات”. حماية المستهلك وتشير إسراء الماجد، موظفة، بأصابع الاتهام إلى (حماية المستهلك)، التي ترى أنها لا تقوم بواجبها، من خلال فحص عينة من تلك الكريمات، التي تلقى رواجا كبيرا بين أوساط الفتيات. وتقول: “وصفات التبييض باتت منتشرة كانتشار النار في الهشيم من خلال كتب العناية بالبشرة، أو عبر القنوات الفضائية التي تبث عبر شريط أسفل الشاشة أنواعا من الوصفات، تدخل هذه الكريمات ضمن تركيباتها، علاوة على الصالونات النسائية التي تستخدمها باعتبارها موجودة بين الأيدي وغير محظورة”. وترى الماجد أن الأمر يستدعي تدخلا سريعا لمنع استيراد هذه الكريمات. مؤكدة ضرورة توعية الفتيات من مغبة استخدام نوعيات من الكريمات دون الرجوع إلى المختصين. ولفتت إلى أن هناك كثيرا من الفتيات يطمحن إلى الحصول على نتائج سريعة، بغض النظر عما يلحقهن من أضرار. ابحث عن الزئبق من جهتها شددت الدكتورة سناء نصر الله، إخصائية جلدية، على أهمية الاستشارة الطبية قبل استعمال أي نوع من أنواع الكريمات المبيضة. مشيرة إلى أن طبيب الجلدية هو الشخص الوحيد الذي يحدد للمرأة الكريم الذي يناسب بشرتها.