يحرص زوار جوهانسبيرج العاصمة الإدارية لجنوب إفريقيا هذه الأيام لمتابعة منافسات كأس القارات، على مشاهدة ملعب سوكر سيتي في ضواحي المدينة الذي بني على شكل قدر ضخم يغلي فوق النار. ومن المتوقع أن يكون ملعبا لا ينسى في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 وواحدا من أكثر المنشآت الرياضية في العالم روعة. وتبلغ تكلفة بناء سوكر سيتي ثلاثة مليارات راند (373 مليون دولار) ويسع 94 ألف متفرج، وهو ملعب مميز يشبه ثمرة يقطين (القرع) مجوفة تستخدم وعاء لغلي أو حمل الماء في مناطق كثيرة بالقارة الإفريقية. وكانت ثمرة اليقطين بمثابة الملهم للون الخارجي للملعب البرتقالي والبني، بينما ستضيء سلسلة من المصابيح قاعدة المبنى كي تشبه النار أسفل القدر. وعند اكتمال بنائه في وقت لاحق هذا العام سيصبح أكبر ملعب في إفريقيا. ويحتوي الملعب الذي يستضيف نهائيات كأس العالم اعتبارا من 11 يوليو 2010 على تكنولوجيا حديثة، وسيتضمن أكثر من 150 مقصورة إدارية ذات رؤية رائعة لأرض الملعب، وهي مريحة بالنسبة للمشجعين، وتوفر أجواء عمل ممتازة لوسائل الإعلام. واكتمل إنشاء مطعم يسع 300 شخص داخل الملعب، إضافة إلى أماكن لانتظار 15 ألف سيارة. ويعمل أكثر من ثلاثة آلاف عامل بناء ستة أيام في الأسبوع في موقع الملعب بضواحي سويتو التي تبعد عشرة كيلومترات عن جوهانسبيرج. ومن ضمن اللمسات الأنيقة الأخرى في التصميم أن النوافذ والمقاعد اصطفت كي تشير نحو ملاعب كأس العالم الأخرى بجنوب إفريقيا، وأيضا نحو برلين التي استضافت نهائي كأس العالم 2006. وبني النفق الذي يربط بين غرف الملابس وأرض الملعب كي يشبه منجم الذهب من الداخل في تقدير لصناعة أدت إلى تطور جوهانسبيرج لتصبح المدينة مصدر إلهام للاقتصاد الإفريقي. وثمة خطط لوضع نتيجة كل مباراة في كأس العالم على السطح الخارجي للملعب في لفتة أخرى لأول نهائيات تقام في القارة الإفريقية. وبني الملعب وهو يشبه إلى حد كبير ملعب آليانز أرينا بميونيخ، في نفس موقع ملعب فيرست ناشيونال بنك الشهير الذي كان علامة بارزة في سويتو والذي يتم دمج جزء منه الآن في الملعب الجديد. واستضاف الملعب القديم كل المباريات الكبرى لجنوب إفريقيا ومن بينها فوز منتخب البلاد بكأس الأمم الإفريقية 1996. وبدأ العمل في البناء في يناير 2007 ومن المتوقع أن يكتمل في أكتوبر المقبل على أن ينتهي العمل في المنطقة المحيطة بنهاية العام. ولن يستضيف سوكر سيتي فقط المباراة النهائية، بل المباراة الافتتاحية أيضا، إضافة إلى أربع مباريات في الدور الأول ومباراة في دور ال16 ومباراة في دور الثمانية.