أقرأ بألم، وأسمع بحرقة، وأطلع بمرارة، على ما يندى له الجبين ويقض مضجع كل ذي لب ورحمة، حول ما ينشر من قضايا العنف والاعتداء والإيذاء الجنسي، أو الجسدي الذي ذهب ضحيته عدد من الأبرياء وبالذات من الأطفال. ويصاب المسلم الحق بالحزن، ويشعر بالأسى، ويكابد الألم والمعاناة رحمة وعطفا وشفقة على هؤلاء الأبرياء، وأذكِّر الجميع بأنه (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه). والدولة من جانبها قامت من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في وكالة الوزارة للرعاية والتنمية الاجتماعية، وتحديدا من خلال الإدارة العامة للحماية الاجتماعية، بإنشاء (17) لجنة للحماية الاجتماعية في كل من: الرياض، مكةالمكرمة، جدة، الطائف، الدمام، الأحساء، المدينةالمنورة، عسير، بريدة، حائل، الباحة، نجران، جازان، الجوف، تبوك، الحدود الشمالية، وبيشة؛ وذلك بهدف العمل على حماية الأطفال دون سن ال18، والمرأة أيا كان عمرها، وكذلك بعض الفئات المستضعفة من التعرض للإيذاء بشتى أنواعه، وكذلك نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول ضرورة حماية أفراد الأسرة من الإيذاء والعنف، إضافة إلى إجراء البحوث والدراسات عن هذه الظاهرة، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، كما أن هناك استراتيجية للعمل مع حالات الحماية الاجتماعية تتضمن: الإصلاح، ويتم التركيز فيه على حل المشكلة وديا بين الأطراف، وكذلك التأهيل الاجتماعي، ويتم فيه التركيز على الجلسات العلاجية والإرشادية، والتأهيل النفسي، ويتم فيه عمل جلسات نفسية علاجية للحالة، إضافة إلى الإيواء وذلك بعد التأكد من عدم وجود من يرعى الحالة وسط محيطها العائلي. علما بأن لجان الحماية الاجتماعية تعنى باستقبال البلاغات عن التعرض للاعتداءات والعنف، وتتعامل معها وتعالجها من خلال إخصائيين وإخصائيات بكل سرية وكتمان، كما أن الوزارة خصصت رقما لمركز تلقي البلاغات وهو (1919)، وهناك هاتف مجاني لوحدة الإرشاد الاجتماعي بالوزارة. كما أن هناك جهات أخرى تتلقى البلاغات أيضا، وهي: إمارات المناطق، والمستشفيات الحكومية والأهلية، وكذلك أقسام الشرطة، والمؤسسات التعليمية، والجمعيات الخيرية، وهيئة حقوق الإنسان، إضافة إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان. في الختام أهيب بكل من يتعرض للعنف والإيذاء المسارعة إلى مراجعة لجان الحماية، أو الاتصال على رقم البلاغات ليتم تولي حل مشكلته، وأسأل الله تعالى للجميع الأمن والطمأنينة والسلامة.