ناشدت مواطنة من جيزان، مدّ يد العون لها ومساعدتها في قضية معقدة حرمت أبناءها الستة من جنسية والدهم ووالدتهم، وجعلتهم يعيشون في كدر من العيش طوال سنين. وقالت المواطنة خديجة ابراهيم أبو عيسى (48 سنة) انها كانت مستقرة مع زوجها المتوفى في إحدى قرى جيزان، وكان كلاهما يحمل الجنسية السعودية حيث انهما مستقران في القرية منذ أجدادهما الأوائل، لكن زوجها حصلت له قضية دفعته للهرب من وجه المؤسسات الحكومية، ومن قريته أيضا، حيث هاجر مرغما إلى منطقة في الوسط وظل هناك حتى وفاته. وكان - بحسب زوجته وبحسب الوثيقة التي تملك “شمس” نسخة عنها - يحمل بطاقة هوية قديمة (تابعية) تثبت مواطنته، وتحمل رقم سجله المدني، لكنه وبسبب القضية التي وقعت عليه لم يراجع إدارة الأحوال المدنية لاستخراج بطاقة هوية جديدة (بطاقة أحوال) وعلى هذا الأساس لم يحتسب رقمه المدني عندما استبدلت التابعيات ببطاقات الأحوال ودفاتر العائلة لكونه لم يراجع الإدارة. والآن وبعد سنين من وفاة الأب، تعاني خديجة مع أبنائها وبناتها الستة الذين لا يحملون أي بطاقة إثبات كون والدهم لم يستخرج لهم دفتر عائلة، ولم يسجّلهم لدى المواليد عند ولادتهم رسميا، رغم أنهم تابعوا جداول تطعيماتهم في صغرهم كمواطنين. لكنهم الآن يقاسون من معضلة عدم وجود هوية، أضرارا كثيرة من بينها عدم تمكن أبنائها وبناتها من إكمال تعليمهم الجامعي، وعدم شمولهم بمنح الأراضي والقروض العقارية وسواها التي تقدم للمواطنين، كما أن أولادها يعانون اشد العناء من حملات القبض على المجهولين التي تقوم بها فرق المجاهدين الحكومية، حيث يقبض عليهم كل مرة ويُعاملون كمقيمين غير شرعيين، ولا يخرجون إلا بعد كفالات وشهادات من أقاربهم وسكان محلتهم بأنهم مواطنون أبا عن جد. وأوضحت خديجة أن هذا الوضع القاسي الذي تعيشه العائلة انعكس سلبا على صحة العائلة وعلى مستوى معيشتها، وقالت ان أحد أبنائها أصيب في عينه ولكن لم تستطع العائلة علاجه في المستشفى لكونه غير مواطن، كما أن إحدى بناتها مصابة بمرض الربو المزمن، الذي لا يزال يعاودها ويتسبب بفقدانها الوعي حينا بعد آخر، وهي غير قادرة على علاجها ايضا. وأضافت: “نحن سبعة أفراد ونعيش في منزل مكوّن من غرفة واحدة ودورة مياه خارج المنزل على حافة الوادي”، وهذه الغرفة التي تسميها خديجة ب “المنزل” هي أيضا مستأجرة وتحيط بها خرائب لا تسكنها سوى الثعابين والعقارب. وقد وقفت “شمس” على المكان الذي تعيش فيه الاسرة ورصدت مدى عدم صلاحيته للعيش. ومع كل هذه الضغوط كان من الطبيعي أن تصاب الأم خديجة بأزمات نفسية ولا تزال تتردد على مستشفى الصحة النفسية لعلاجها، ولولا أنها تحمل الجنسية وتحمل بطاقة هوية وطنية، لما استطاعت حتى علاج نفسها. وهي الآن تمد يد الرجاء لكل من بإمكانهم مساعدتها قانونيا وماديا. ولدى “شمس” كافة تفاصيل الحالة ووثائقها ومستنداتها.