هل شاهدتم فيلم (فورست جامب)؟.. طيب. لا بد إنكم إذن تذكرون مشهد صديقته وهي تقول له: “رن فورست.. رن”. كان فورست يركض ويزداد ثراء ونجومية. بينما أنا.. كنت أركض وأزداد تعرُّقا وإحباطا. كان سقف المطالب والأحلام يهبط درجة تلو أخرى، يوما بعد آخر: مدير. طيب نائب مدير. ماشي.. موظف محترم. خلاص موظف عادي. ياهوه موظف مو محترم حتى. يا عالم أي شي، بس وظيفة والسلام. ضاقت بي الدنيا. نشف دمي وأنا أركض وأركض وأركض. لو أدخلتني عصارة مولينكس ما نزلت مني قطرة دم واحدة. هناك مدمن مخدرات. مدمن حشيش. مدمن سجاير. أنا أصبحت مدمن ركض. هذه هي وظيفتي. أصحو مبكرا. آخذ دش ساخن بارد مو فارقة. أتأبط ملفي العلاقي وأركض في الشوارع والأزقة. إذا تعبت لوّحت إلى أي تاكسي لأتسكع معه في الشوارع.. فجأة ودون سابق إنذار أنهره قائلا: الآن انزلني. قلت لك توقف. تأخرت عن الدوام. أولي هاربا دون أن أدفع الأجرة.. أركض بعيدا وأنا أزمجر: برم برم برم.. بررررررووووووومممم.