أصيب الطفل فراس حالما بلغ ثمانية أشهر بإصابة مفاجئة تمثلت في ارتفاع درجة حرارة جسده مع زكام حاد، فأخذته والدته فاطمة على وجه السرعة إلى مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، وهو المستشفى ذاته الذي ولد فيه الطفل، فأدخل المستشفى في قسم الطوارئ، وبعد فترة وجيزة حضر الطبيب وقال ببرود لفاطمة إن ابنها نقل إلى العناية المركزة وإن حالته حرجة، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل، كماهية المرض على الأقل وما إذا كان له علاج فعال، ودخلت فاطمة على رضيعها في العناية ووجدته كما وصفت: “لا ينطق ولا يرى ولا يتحرك”، كان كجثة هامدة لولا نفسه الرقيق الذي يتردد بصعوبة. طال مرض فراس؛ فمرت عليه ثلاثة أشهر بالكامل وهو راقد بلا حراك في العناية المركزة، وقد توقف قلبه مرتين أثناء هذه الفترة. ثم بعد مرور هذه المدة أخرجه المستشفى وطلب من عائلته رعايته، فأخذته أمه متصلب الأعضاء كالخشب، ونقلته إلى منزلهم المستأجر المتهالك. تقول فاطمة عن الموقف: “لم يكن لدينا المال الكافي لسداد إيجار المنزل، فكيف كنا سنوفر العناية الطبية لفراس وهو بهذه الحالة الحرجة؟”. ومع مرور الأيام ازدادت حالته سوءا، وبحسب وصف الأم فقد “تعفن جلده من كثرة المكوث على السرير، وأصبح الأكل يتيبس في بطنه، وكان معظم أفراد العائلة وبينهم أنا لا يجيدون كيفية إدخال الطعام عبر الأنبوب المغروس في حلقه إلا بصعوبة شديدة، وكثير من الأدوية التي طلب الأطباء إعطاءها لفراس كانت غالية الثمن جدا ولم نتمكن من شرائها، وظللت فقط أشاهد ابني بين الحياة والموت كل ساعة وكل دقيقة”. وتضيف فاطمة: “نعلم أن العلاج متوافر في الخارج لفراس، ولكننا لا نملك المال لمعالجته، وإنني على استعداد للعمل خادمة لعشر سنوات مقابل الحصول على مبلغ أستطيع من خلاله إنقاذ فراس”. من جهته قال (ع. ع) خال الطفل إنه بعد تدهور حالة فراس عادوا به ثانية إلى المستشفى لكن طبيب الأعصاب رفض استقبال حالته بحجة عدم وجود ملفه، فذهبنا بأنفسنا نبحث عن الملف وأحضرناه من كبير الأطباء لطبيب الأعصاب، فقال لنا مباشرة إنه “لا مواعيد طوال خمسة أشهر مقبلة، رغم أن الطفل قد يموت بعد دقائق! فراجعنا إدارة المستشفى ولم تفعل شيئا، فذهبنا لإمارة الرياض وسجلنا شكوى برقم 57697 بتاريخ 22 شعبان 1428ه وأحيلت إلى الهيئة الطبية ومن ثم إلى مكتب مدير الشؤون الصحية، ولم يحصل شيء حتى هذه اللحظة، وعدنا بالطفل خائبين إلى المنزل”. خلال الأسبوع الماضي ساءت حالة فراس إلى حد خطير، ولما كان وضع المستشفيات الحكومية كذلك وجدت الأسرة نفسها مضطرة لنقل فراس إلى مستشفى خاص، ولكن المستشفى الخاص يتطلب مالا، فاتصلوا بأقاربهم وطلبت جدة الطفل الساكنة في جيزان أن يحضروا حفيدها وستقوم هي بدفع تكلفة علاجه في أي مستشفى خاص بجيزان، وبالفعل نقل فراس، وهو يرقد في العناية المركزة منذ خمسة أيام، وحالته تتجه نحو مزيد من السوء. وبالاتصال بمستشفى الملك خالد الجامعي وطلب الطبيب المسؤول عن حالة فراس قال الموظف المسؤول إن الاستفسار عن الحالة يلزمه خطاب يوجّه لإدارة المستشفى، فأُرسل الخطاب وجرى التأكد من وصوله، ومرت سبعة أيام قبل النشر، دون وصول رد، وتحتفظ الجريدة بكافة المستندات والوثائق وعناوين الاتصال.