قربَ الموقد انتشرت رائحةُ رماد وشيء من بقايا حديث لذيذ وكأسانِ تاهت في قعرِ كليهما قطراتُ عبث لأنفاسٍ بنكهةِ الشوق وعلى رف في زاوية المكان تزاحمت أوراقٌ متعبة تلهثُ وتنبضُ بالتعب وكتابُ شعرٍ تاهت بين سطوره الأحلام والأمنيات ذات لحظة هاربة من على كتفِ المساء وهناك فوقَ أريكةٍ منسية زهرة بيضاء غرقت في ظلام السكون تغطُ في إغفاءةٍ نيسانية تتلاعبُ بأوراقها ظلالُ نورِ القمر المتسللة من خلف النوافذ المشرعة الستائر وهناك بقايا شموع منصهرة على طاولة احتضنت عناقيد العنب وأنغام لحكاية منسية وسطور هربت من على الرف المقابل لتشعر بالدفء ويعود في حروفها النبض وبعضُ أرقِ يتراقصُ في عيني يمنعني النوم ويحبسُ مني أحلامي ويسرقُ مني أشعاري يجعلني أعيشُ الساعات كتلكَ الزهرة البيضاء المرتمية على الأريكة الحريرية.. أبحثُ عن قلمي.. وأوراق ما زالت بيضاء وشيء من الدفء موقدي يشعر بالبرد فأتركهُ مشتعلا بذكرياتِ الأمس المهاجر.. وأبدأُ مع أرقي حديثا يطول وربما لن يطول فتهربُ مني كلماتي وحروفي وصور لحظاتٍ عبرت من هنا فترتسمُ لوحة فيها تفاصيلي وتفاصيل اللاحضور وبعضُ القلق زرعتهُ زهورا في اللوحة تتلونُ برعشةِ الإعياء.. يطرقُ الفجرُ أبوابي فيشكوني قلمي وأوراقي فأعتقهما معلنة انتهاء تفاصيلي وتفاصيل مسائي.. زهرة الياسمين