أعترف أنا الرقم 450، وأنا في كامل قواي العقلية، بأنني (ما راح أعيدها)، وإذا أنجبت زوجتي طفلا آخر يحتاج إلى مراجعة دائرة الأحوال المدنية لإضافته في (كرت) العائلة فمن حق أي منكم أن يجلدني بالسياط أو يجرجرني على الجمر والشوك. ليس لدينا بحر هنا في الرياض، لكن بإمكانكم أن تستمتعوا بمشاهدة (الأمواج) البشرية في إدارة الأحوال. مئات المراجعين غصت بهم صالة الإدارة حتى لتشعر وكأنك في ملعب الرياض الدولي تحضر مباراة للهلال والنصر. وصلت في تمام الثامنة صباحا، كان الوقت لا يزال مبكرا وكان يسبقني إلى الشباك 449 مراجعا، إضافة إلى عشرات المراجعين الذين كانوا يخترقون الصفوف بمكالمة جوال.. و»على عينك يا تاجر». كنت كبطل رواية (في انتظار ما لا يأتي)، وما لا يأتي هنا هو أن يظهر الرقم 450 على اللوحة الإلكترونية التي كنت أحدق فيها طوال الوقت. خُيّلَ إليّ أنها خصم دخلت معه في معركة سلاحها الاستفزاز.. بعد ساعات من الانتظار المستفز أيقنت بالهزيمة وقررت الانسحاب. مزقت ورقة الرقم 450 واتجهت إلى أقرب عيادة لتنظيم النسل.