رفض محمد بن صويلح اللحياني المدير العام للضمان الاجتماعي بمكة المكرمة، التعليق على رفع عدد من المواطنات "مطلقات وأرامل ومعلقات" دعوى الى جهات شرعية وحقوقية، يطالبن فيها بالتدخل لإيجاد حلول لهن مع الشح، وذلك بحسب وصفهن المعونة الشهرية التي يتلقينها من الشؤون الاجتماعية، التي لا تتجاوز 800 ريال. وأكدت الشكوى عدم وجود أي مصدر آخر لهن يعينهن على قضاء احتياجاتهن، مشيرات الى الغلاء المعيشي، "الذي حرمهن ومن يعُلْن ان يعشن حياة كريمة". وشدد اللحياني على أن الضمان الاجتماعي يراعي الأوضاع المعيشية للمستفيدين، وطلب مشاركة الجمعيات الخيرية إذا لزم الأمر. الهجر والفقر وفي المقابل أكدت بعض المتقدمات بالدعوى ل"شمس" عزمهن على المضي قدما في دعواهن. وبررن ذلك بعدم وجود أي مصدر آخر يعينهن على قضاء التزاماتهن المعيشية. وقالت (نجود. س. ب): "مضى عليّ أكثر من سبع سنوات وأنا أعيش حياة الهجر التي كبدني إياها زوجي"، وأضافت: "لم يكلف نفسه طوال تلك السنوات عناء السؤال عن أطفاله أو التكفل بالصرف عليهم". وقالت: "أنا لا أستطيع إيجاد أي منفذ يخلصني مما أعانيه، فقد قبلت مكرهة العيشَ معلقة، على ألا أخسر عيش أطفالي معي، إذا ما واصلت دعواي لكسب أبسط حقوقي بالخلع". وأضافت: "هذا ما اضطرني للعيش عالة على أختي الكبرى الأرملة، التي لا تتقاضى سوى 800 ريال من الضمان الاجتماعي شهريا، مع أنها تعول أربعة أبناء، في سن التعليم المدرسي". وأشارت نجود الى انها راجعت مكتب الضمان الاجتماعي، "إلا أنهم اعتذروا بكونها ما زالت على ذمة زوجها". وأكدت أنها "ليست آسفة". وقالت انها "من خلال التسول تستطيع إخراج أضعاف معاش الضمان الشهري في غضون أسبوع واحد"، وذكرت أن "أعداد المتقدمات بالشكوى بلغت أكثر من 249 ما بين مطلقة وأرملة ومهجورة من زوجها". سكن مشترك وقالت (شرعة. س. س): "توفي زوجي منذ نحو عامين ونصف، وترك لي أربع بنات وولدين، وجميعهم في سن تحتاج للرعاية والاهتمام". وأضافت: "حاولت ان اوضح لمدير مكتب الضمان الاجتماعي، صعوبة سد متطلبات الحياة وتأمين مستلزمات أبنائي المعيشية، ودفع إيجار المنزل". واوضحت شرعة: "كان رده أن ذلك هو المتوافر". واضافت: "حينها اطلعت على حالات نسائية مشابهة لمعاناتي، ومنهن أشد فقرا، فقررنا الاتفاق على تأجير شقة تكفينا، بحيث نتساعد في دفع إيجارها، وتوزيع مصروفات المعيشة فيما بيننا من خلال النزر اليسير الذي نتلقاه من الضمان الاجتماعي". وقالت شرعة: "ثم اتفقنا على أن نرفع شكوى للجهات المسؤولة"، وأشارت الى أنهن رفعن شكوى الى ديوان المظالم وجمعية حقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية، بغية النظر في حالهن، وتحمل تردي أوضاعهن المعيشية، واضطرار بعضهن لحرمان أبنائهن من مواصلة تعليمهم لعدم المقدرة على تلبية طلباتهم". إلى آخر مدى أما (غزيل. ع. ع) فأكدت تلقيها طلبات من عدد من الأرامل والمطلقات، يطلبن الانضمام اليها بالدعوى، يقدر عددهن ب40 فتاة ومسنة. ولفتت إلى ان نصابهن قد اكتمل لمواجهة الجهات المعنية، حيال ما يتكبدنه من مشاق المعيشة. ولكونها المشرفة على المتقدمات، فإن غزيل تكفلت بمراجعات ومتابعات سير الدعوى، حتى مراجعة بعض الإدارات بالعاصمة الرياض. واوضحت انها مصرة على المضي والسير في الموضوع الى آخر مدى، حتى "تستمع لمعاناتهن كل جهة مسؤولة". أصوِّم أطفالي واشارت (فاطمة. م. ل) (مطلقة منذ أكثر من ست سنوات وأم لثلاثة أطفال) الى تحملها العجز وعدم القدرة على مجابهة الحياة. وقالت: "ذات مرة سألتني إحدى صديقاتي: كيف تصرفين إعانة الضمان الاجتماعي الشهرية البالغة 800 ريال؟ وهي تعلم أنْ لا مصدر آخر يدرّ عليّ المال". اضافت: "أجبتها بأنني أعوّد أطفالي الصوم نصف الشهر، وأشبعهم النصف الآخر". وذكرت فاطمة: "بدأت أفكر عن مَخرج لمحنتي، حتى سمعت عن تضافر عدة نساء جمعتهن المعاناة، وعزمن على الرفع عن معاناتهن ومطالبة الشؤون الاجتماعية بتصحيح أوضاعهن المعيشية"، اضافت: "أخذت ابحث عن مقر تلك النسوة، حتى عثرت عليهن، وأبديت تعاوني معهن". وقالت: "وافقتهن على العيش معهن بشقة واحدة على مضض، وتوزيع المصروفات بيننا، إلى حين الانتهاء من قضايانا التي رفعناها، ونتابع مجرياتها".