قال الكاتب عبدالعزيز المحمد الذكير: إن الكتابة على الجدران «ممارسة معلومة، بل شهيرة، قالت عنها القواميس الإنجليزية إن اسمها (جرافيتي) GR A FFITI، ودخلت إلى قاموس أكسفورد في عام 1851م». وأضاف: «وقالت عنها معاجم التجذير وتعليل أصل اللفظة «إنها كانت موجودة في الآثار اليونانية والإيطالية». وذكر، أنها «تعتبر.. من وجهة النظر القانونية في أوروبا الآن.. ضربا من ضروب التخريب المتعمد للممتلكات الخاصة أو العامة، يعاقب عليها فاعلها». ورأى الذكير، أن «أهل علم النفس فسروها بأنها نوع من الإحساس الداخلي للفرد للتنفيس، وليس للعبث صلة بالموضوع». وأضاف أن «تفسيرات أخرى قالت إنها الرغبة في إيصال رسالة ما إلى فرد أو مجتمع أو سلطة». وأوضح الذكير أنهم في الماضي كانوا «يكتبون على الجدران بفحمة.. وقد كتب شاعر على قصر الخليفة المأمون بيتا يقول: يا قصر جُمّع فيك الشوم واللومُ متى يعشعش في أركانك البومُ. وقال الذكير: «لاحظ الناس أن وجود جدران ذوات أسطح ناعمة بيضاء، بارزة لا تسلم أبدا من «البخاخ». وأضاف: «نجد في حاراتنا الآن مفردات لا نفهم ماذا تعني.. أو ربما فهمنا..لا يهبط على غرار لا يرقى إلى هذه «المسجات» المبهمة». وذكر الذكير: «هذه العادة كانت موجودة في نجد.. ففي عنيزة، أذكر، (الطرثوث) ذاك النبات الرملي ذا الساق المستدق.. ويحوي سائلا لونه أحمر، يميل إلى القرمزي، وإذا كُتب به على سطح خشبي فالعبارة تصبح جزءا من الخشب ويستحيل مسحها». وأضاف: «كان المراهقون يكتبون ما يُزعج خصومهم على أبواب الحارة». وأوضح الذكير، أنه «في بريطانيا اكتشفوا عادة هدامة في المراحيض العامة، وهي كتابات يقوم بها الجالس لقضاء حاجته.. مستعملا (قلمه الخاص)؟!». وأضاف: «رأى المجلس البلدي أن عليه إعادة طلاء المرافق بين حين وآخر، فوضع أبواكا مُعلقة، من الورق الأبيض الجيد، يرافقها قلم رصاص، داعيا الجالسين إلى قضاء حاجاتهم لاستعمال الورق بدلا من الجدران». وقال: «صارت تلك الدفاتر (الأبواك) وأقلام الرصاص جزءا من مناقصات التزويد الذي يشترط على شركة النظافة مراعاتها».