شن الشاعر السعودي مدغم أبوشيبة هجوما لاذعا على القنوات الشعرية الشعبية، ووصفها ب"المرض الخبيث" الذي يجب علاجه وإعادة تأهيله؛ حيث إن إدارات تلك القنوات لا تعمل إلا على تغطية أوقات بثها الذي يستمر 24 ساعة على حساب الشعر والشعراء، مضيفا أن القائمين على القنوات الشعبية لم يراعوا الشعر؛ حيث نجد تكرارا للقصائد بشكل ممل؛ ما يؤكد أن حضور الشاعر فيها غير مدروس. وأوضح أبو شيبة في تصريحه ل"شمس" أن الدواوين الصوتية أفادت الشعراء معنويا لا ماديا، مضيفا أن مبيعاتها لا تحقق الربح المادي، وأسهم في ذلك كثرة الدواوين الصوتية وعدم حفظ الحقوق من قبل التسجيلات الصوتية التي تعمل على شراء نسخة واحدة تعمل على نسخها، إضافة إلى تحميلها عبر المواقع الإلكترونية. ولم ينفِ أبو شيبة في حديثه أنها حققت الانتشار المعنوي للشاعر من خلال تواجده وتواجد نصوصه في أنحاء كثيرة، وقال: "باختصار، الدواوين لا توكل عيش". ووصف الشاعر السعودي مدغم أبوشيبة جمهور الشعر الشعبي قبل خمسة أعوام ب"الأغبياء"، وذلك من خلال بروز الشعراء في الأماسي الشعرية بمقومات غير الشعر وتقبلهم المهرجين من الشعراء، ولم يخفِ أبوشيبة أن الجمهور خلال الأعوام الأخيرة أصبح أكثر وعيا من الشعراء، مضيفا أن القيمة الفنية للنصوص الشعرية العالية هي الأبقى والأجدر على مرور الأعوام والقرون، وأشار إلى أن الشعراء أصبحوا يتجهون إلى رفع القيمة الفنية لقصائدهم دون الاستجداء ب"حركات المهرجين" على طاولات الأماسي الشعرية. وذكر مدغم أبوشيبة أن المسلسلات وبعض الممثلين خدموا الشعر من خلال إيراد النصوص الشعرية في سيناريوهات أعمالهم، وقال: "لو جلب الممثل السعودي فايز المالكي قصيدة للشاعر المتنبي فلن يحظى بالقبول الذي تحظى به الفنانة ميساء مغربي وهي تلقي قصيدة كتبها الشاعر مانع بن شلحاط". من جهة أخرى، ذكر فايز المالكي الممثل السعودي أن المسلسلات الأردنية والسورية أضرت بالموروث الشعبي للجزيرة العربية والشعر الشعبي بشكل خاص. وأوضح أن المسلسلات السعودية خدمت الحراك الشعري في السعودية من خلال تقديم النصوص الشعرية بشكلها الصحيح وبقوامها السليم دون إسقاط أحد أركانها الرئيسية، وقال: "عرضت قصائد للشعراء صالح الشادي ورشيد الدهام وحبيب العازمي، وحظيت بالقبول من قبل المتلقين ومن قبل الشعراء أنفسهم". وعقب المالكي على أبوشيبة بقوله: "أنا ابن الوطن، وميساء مغربي لم يتبق لإقامتها سوى عامين".