أكد الدكتور أحمد الحسين (الأستاذ في قسم التربية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)، في ورقة بحث قدمها للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري، تحت عنوان (دور مناهج المواد الاجتماعية ومعلميها في المرحلتين المتوسطة والثانوية في تعزيز الأمن الفكري) أن دراسته هدفت إلى التعرف على (دور مناهج المواد الاجتماعية ومعلميها في المرحلتين المتوسطة والثانوية في تعزيز الأمن الفكري بمدينة الرياض). وذكر أن معلمي مناهج المواد يرون أن دور مناهج المواد الاجتماعية في تعزيز الأمن الفكري يأتي بدرجة متوسطة. الأمن في المناهج وقال الحسين إن المعلمين أوضحوا أن عشرات الصعوبات تحول دون قيام مناهج المواد الاجتماعية بتعزيز الأمن الفكري بدرجة كبيرة. وحدد أسباب ذلك في قلة ندوات وورش عمل تعزيز منظومة الأمن الفكري، وعدم اشتراك متخصصي المجال الأمني في بناء مناهج المواد الاجتماعية، وقلة الأنشطة التي تخدم الأفكار المعززة لمنظومة الأمن الفكري، فضلا عن ضعف دور الإرشاد الطلابي وعدم ارتباطه بالمواد الاجتماعية، وقلة الإمكانات والوسائل المتاحة للمعلم لتعزيز الأمن الفكري. وذكر الحسين أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين وجهات نظر معلمي المواد الاجتماعية باختلاف المراحل، تجاه الصعوبات التي تحول دون قيام مناهج المواد الاجتماعية ومعلميها بتعزيز الأمن الفكري. صياغة الأهداف وطالب الحسين بإعادة صياغة أهداف المواد الاجتماعية لتعزيز الأمن الفكري، وتضمين مناهجها ما يعززه، وتدريب معلميها، وتشجيع التعاون بين المؤسسات المجتمعية، وإعادة النظر في برامج إعداد معلمي المواد الاجتماعية في كليات التربية، والاستفادة من أساليب الحوار والمناقشة. واقترح إجراء دراسات تربوية للتعرف على دور معلمات المواد الاجتماعية في المرحلتين المتوسطة والثانوية في تعزيز الأمن الفكري، ودعا إلى المقارنة بين أدوار معلمي ومعلمات المواد الاجتماعية في تعزيز الأمن الفكري، وتضمين المناهج الدراسية مفاهيم الأمن الفكري، وعمل مصفوفة للمدى والتتابع للتعليم العام خاصة بالأمن الفكري. التربية الإسلامية ومن جهته أوضح الدكتور محمد الربعي (رئيس قسم التربية وعلم النفس بجامعة القصيم أستاذ المناهج وطرق التدريس المشارك) أن مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية هي ما يقوم بمواجهة الانحراف الفكري. وطالب بتوعية المعلمين بأهمية التعرُّض لمفاهيم الأمن الفكري والغزو الثقافي بدرجة أكبر. وأضاف أنه لا بد من توجيه نظر واضعي المناهج إلى ضرورة تضمينها الصريح لمفاهيم الأمن الفكري وخطورة الغزو الثقافي على الطابع الإسلامي للدولة وقيمها. الساعات المكتبية وأوصى الربعي خلال دراسة قدّمها للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري بضرورة مساعدة الطلاب وتوعيتهم بدور وأبعاد المنهج التعليمي في تحقيق الأمن الفكري. وذكر أن الدراسة أثبتت نقصان وعي الطلاب بأهمية ودور المنهج في المساعدة على تحقيق الأمن الفكري. وقال: “قد يعود سبب ذلك إلى تركيز أعضاء هيئة التدريس على العلاقة الأكاديمية فقط بالطالب، وحصرها في الجانب المعرفي”. ودعا إلى تفعيل “فكرة الساعات المكتبية، وتضمينها، إلى جانب المساعدة الأكاديمية، معلومات ومفاهيم وتدريبات تتعلق بالأمن الفكري”. كما أوصى الربعي بالعمل على تفعيل دور الأنشطة الطلابية وعقد الندوات وورش العمل فيما يتعلق بالأمن والأمن الفكري والغزو الثقافي والإعلام والفضائيات والتكنولوجيا الرقمية”. وطالب بضرورة عقد دورات تدريبية للمتعلمين تهتم بما ينمي الفرد فكريا وثقافيا بجانب التحصيل الأكاديمي.