اهتز الوسط الرياضي المحلي قبل أيام أمام قضية خطيرة تتعلق بتقديم الرشوة لبعض اللاعبين في فرق كرة القدم المختلفة للتهاون في مباريات معينة وتسهيل مهمة الفوز على فرقهم. وازداد الأمر سوءا عندما تطرقت بعض وسائل الإعلام من قنوات فضائية وصحافة حيث تبادلت أكثر من جهة اتهامات وقصصا وروايات تشير إلى قضية رشوة اللاعبين. وتشتت الشارع الرياضي بل والمجتمع بكامله حينها بين مصدق ومكذب. وطلب البعض أن تفتح الجهات المختصة تحقيقا لسبر أغوار الحقيقة ومعاقبة مرتكبي الرشوة، إن صح وقوعها؛ وذلك في الوقت الذي بادر فيه من وردت أسماؤهم في القضية إلى النفي موضحين أنهم تعوّدوا على مثل هذه الشائعات التي لا تمثل أي شيء لديهم. “شمس” من جانبها فتحت هذه القضية واستطلعت آراء بعض العاملين في الوسط الرياضي والمختصين وخرجت بالتقرير التالي: لم تسجل أي حالة رشوة تحدث في البداية فيصل عبدالهادي (الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم) وقال: “لا يمكن أن توجد هذه القضية في وسطنا الرياضي بأي حال من الأحوال. وأنا متأكد أن مثل هذه الممارسات الخارجة عن تعاليم ديننا الحنيف لا توجد في وسطنا الرياضي السعودي”. وأضاف: “لا يمكن أن يصل الحال بلاعبينا إلى هذه الدرجة من إيذاء أنديتهم وجماهيرهم، بل وإيذاء أنفسهم قبل كل شيء مقابل المال. ونحن نعلم عن بعض العقوبات التي صدرت في الملاعب العالمية بحق من ثبت عليه مثل هذه القضايا وأدت إلى انتهاء حياة مرتكبيها في ملاعب الرياضة بالشطب”. وعن مدى تسجيل بعض حالات الرشوة في الملاعب السعودية قال: “لم تسجل أي حالة لدينا لسببين هما أننا مجتمع مسلم وديننا الحنيف يحرم مثل هذا الأمر، وأن التعامل في هذا الشيء مخالف للقوانين ولأنظمة الاتحادات العالمية والقارية والأهلية وفيه مضرة وعقوبات صارمة تقع على من يثبت عليه مثل هذه القضية”. واختتم حديثه بتوجيه نصيحة لمن يروّج مثل هذه الشائعات والأقاويل أن يعيد حساباته فيما يفعل، وقال: “نحن مجتمع مسلم ومثل هذه الشائعات كلام غير صحيح. والإساءة إلى وسطنا الرياضي بمثل هذه الشائعات هي إساءة لمجتمعنا المسلم كاملا”. الموضوع أعطي أكبر من حجمه وأكد عبدالعزيز الدوسري (رئيس نادي الاتفاق) أن رشوة اللاعبين أمر لا يمت للدين الإسلامي ولا للعادات والقيم بأي صلة، وقال: “إن إثارة موضوع الرشوة دون أدلة مثبتة أمر لا يخدم أحدا. وهذا الموضوع أعطي أكبر من حجمه وهو مخالف للواقع في الوسط الرياضي. الدين يحرّم تعاطي الرشوة ويقول عمر باخشوين (لاعب الوسط الدولي السابق مساعد مدرب المنتخب السعودي للناشئين) عن هذه المسألة: “لا أعتقد أن قضية رشوة اللاعبين موجودة في وسطنا الرياضي وخاصة مجال كرة القدم. واستبعد تماما حدوثها لأن ديننا الإسلامي يحرّم مثل هذه الممارسات الخارجة عن تقاليدنا وعادات مجتمعنا”. وأضاف: “اللاعب السعودي يشعر بالخوف من الله تعالى وبالتالي لا أتصور وجود من يتعاطى الرشوة في الوسط الرياضي المحلي. ولو كانت هذه القضية موجودة، لفقدت كرة القدم حلاوتها وطعمها وتحولت المسابقات الرياضية من منافسات شريفة إلى منافسات فاسدة مليئة بالفضائح”. وحول ما تردد عن هذه القضايا قال: “تبقى شائعات غير مثبتة وتبحث عن الأدلة”. شائعات بهدف التأثير النفسي وتحدث محمد الشيخي (مدير المركز الإعلامي بالنادي الأهلي) وقال: “هذا الموضوع أشبه بالأساطير والروايات التي كانت تحكى في قديم الزمان ويصدقها عامة الناس. ولم نكن نسمع في الوقت السابق أن لاعبا تعرض للرشوة أو تنازل عن نتيجة مباراة ما”. واستطرد قائلا: “إلا أن قضية الرشوة أصبحت متداولة في وقتنا الحاضر وتعززها الشائعات. ولعل أهم أسباب وجودها هو دخول بعض رجال الأعمال في الوسط الرياضي أخيرا وتسببوا في إثارة البلبلة وأفسدوا مفهوم التنافس الشريف بين الأندية. وأحيانا تكون هذه الشائعات مقصود انتشارها للتأثير النفسي، وأحيانا تكون صحيحة في ظل وجود أدلة”. ورفض الشيخي تحديد أسماء بعينها في هذا المجال وقال: “إنني لا أشير أو اتهم أشخاصا معينين. ولكن بعضا ممن انتسب إلى الوسط الرياضي من رجال الأعمال هم من استحدثوا مثل هذه الشائعات بطريقة قصد منها الانتشار دون تقديم أي أدلة على مدى صحتها”. حماية اللاعبين شيء ضروري وأوضح عمر الكاملي (مدير المركز الإعلامي لنادي الاتحاد) أن ما يثار حاليا من أقاويل وشائعات واتهامات بتعاطي بعض اللاعبين للرشوة خاصة قبل المباريات المهمة لا أساس له من الصحة ولا تستند إلى أي أدلة مثبتة، وقال: “لاعبونا لديهم حس وطني ونزاهة عالية وبالتالي أمر الرشوة هو أمر مفتعل وغير صحيح في رياضتنا المحلية”. ورفض الكاملي توجيه أي اتهامات إلى رجال الأعمال الذين دخلوا المجال الرياضي أخيرا بحجة أنهم أفسدوا التنافس الشريف فيه، وقال: “هذا كلام غير صحيح. ورجال الأعمال دخلوا المجال الرياضي لخدمة الكرة السعودية وأنديتهم. والجهات التي تروج مثل هذه الأقاويل هي التي لا تستطيع حماية لاعبيها”.