بعد أقل من 24 ساعة من وقوع الحادثة، تنازل مواطن من حائل عن قاتل ابنه على الفور دون مطالبات بأي شيء، ورفض الخروج من قسم الشرطة قبل أن يفرجوا عن أسرة القاتل (حسب النظام الجاري يحتجز أقارب القاتل لحين هدوء الأوضاع). حيث أكد والد القتيل أنه مؤمن بقَدَرية ما حدث، وأنه لا يرى ضرورة لاحتجاز أب القاتل وأخيه في الوقت الذي لا يطالب هو بأي شيء. وتعود تفاصيل الحادثة إلى مساء أمس الأول، حينما أسفر شجار بسيط في ملعب داخل حي سكني، عن سقوط الشاب عواد الشمري بطعنة وجهها له خصمه في المشاجرة، وقد توفي الشاب في موقع المشاجرة ونقل إلى المستشفى ميتا وأودع ثلاجة الموتى. فيما احتجزت الشرطة القاتل الذي سلّم نفسه مباشرة بعد ارتكاب جريمته. وعندما علم والد القتيل بما حدث، اتجه للمستشفى وألقى النظرة الأخيرة على جثمان ابنه، ومن المستشفى توجه نحو شرطة المنطقة، وقال للضباط المناوبين انه متنازل عن كل شيء، وطالب بالإفراج عن والد القاتل وأخيه فورا. لكن الشرطة التي تسير وفق أنظمة محددة رفضت الأمر، فواجههم والد القتيل بإصرار استجابت له الشرطة وأطلقت سراحهم، فيما لا يزال اقلاتل محتجزا لحين صدور عقوبة الحق العام التي لا يملك والد القتيل التنازل عنها.وزارت "شمس" منزل القتيل عصر أمس، الذي كان مكتظا بالمعزّين حيث دفن الشاب بعد صلاة الظهر، وقال الأب انه سجّل تنازله التام، لعلمه أن غرمائه يعولون أسرة وأطفالا، مضيفا قوله: "هذا قدر الله والحمدلله على كل شيء واحتجاز أهل عبدالله الشمري (القاتل) لن يعيد لي ابني، وعسى أن يكون في تنازلي خيرة وأجر لابني الذي ذهب في زهرة شبابه". وضرب الأب موعدا مع محرر "شمس" في اليوم التالي عند انقضاء العزاء للكشف عن تفاصيل ما حدث، وعن رؤيته تجاه التنازل والسبب الذي دفعه لذلك.وكان الرجل نفسه، قد فقد ابنا له دهسا، قبل 13 سنة، وقام بالفعل ذاته حينما سجّل تنازله عن الداهس في نفس الساعة التي حصلت فيها الحادثة.