تحوّلت مدينة بريدة مساء أمس الأول إلى مسرح احتفالات بعد تأكيد بقاء فريق الرائد الأول لكرة القدم موسما إضافيا في دوري المحترفين السعودي إثر فوزه على ضيفه أبها بثلاثة أهداف لهدفين في إياب فاصلتي تحديد الهابط إلى دور أندية الدرجة الأولى. وكان الرائد قد نجح في خطف الفوز في وقت قاتل، وأدرك بطاقة البقاء التي كانت تتجه إلى أبها إثر التعادل الإيجابي بهدفين لهدفين لتأتي رأسية بوريس كابي وتقضي على الآمال الأبهاوية. ونظرا إلى أهمية البقاء الذي تحقق بصعوبة بالغة فقد خرجت جماهير الرائد في مسيرات فرح منتشية جابت شوارع بريدة ورافقت الحافلة التي أقلت أعضاء الفريق حتى وصوله إلى مقر إقامته، ومن ثم النادي، حيث أطلقت الألعاب النارية هناك في الوقت الذي تبادل فيه جميع الرائديين التهاني والتبريكات وسط هتافات وأهازيج احتفالية للحشود الجماهيرية التي تخطت حاجز ال20 ألف مشجع في ظل تغطية إعلامية مكثفة من قنوات تلفزيونية وصحافة التي تمركز أغلب حديثها عن الحضور الجماهيري الكثيف والشعبية التي يتمتع بها الرائد. رئيس الرائد إلى المستشفى احتفل خالد السيف رئيس نادي الرائد بهدف فريقه الثالث بطريقة لا إرادية عندما أخذ يركض وفي يده غترته وشعار ناديه، وهو الأمر الذي أصابه بنوع من التعب والإرهاق، عاد بعدها للجلوس على مقاعد الاحتياط، وبعد انتهاء المواجهة شعر بنوع من التعب؛ ما أدى إلى نقله إلى مستشفى التخصصي ببريدة، وأثبتت الفحوصات إصابته بارتفاع الضغط، وذلك وسط حضور حشد من أعضاء مجلس إدارة النادي وأعضاء الشرف والجماهير الذين حضروا إلى المستشفى من أجل الاطمئنان على سلامة رئيسهم. وقفة شرفية بذل أعضاء شرف الرائد جهودا كبيرة وملموسة طوال الفترة التي سبقت مواجهة الرائد وأبها الحاسمة خلال الاستعداد، ولم يقتصر حضورهم على جانب الدعم النفسي بل امتد إلى الدعم المادي والمؤازرة والتشجيع، وقدموا المكافآت والدعم المادي لمجلس الجمهور إلى جانب التكفل بمعسكر الفريق ومساندته في مهمته، وفي مقدمتهم الأمير راشد بن عبدالعزيز وفهد المطوع، وهو الأمر الذي حمّل اللاعبين مسؤولية مضاعفة وحفزهم علي تقديم عطاء قادهم إلى البقاء لموسم إضافي في دوري المحترفين، وتبادل شرفيو الرائد التهنئة مع بعضهم بعضا ومع منسوبي ومحبي النادي في منظر عناق احتفالي، ومن أبرزهم عبدالعزيز التويجري رئيس النادي سابقا وعضو شرفه حاليا، في حين حمل عدد من المشجعين فهد المطوع عاليا احتفاء بالدور الذي بذله. الدموع تمزج الأفراح بالأحزان تفاوتت المشاعر بين اللاعبين؛ حيث سجلت الدموع حضورها عقب انتهاء المواجهة؛ ففي الوقت الذي كانت هناك علامة بارزة للفرح في الصفوف الرائدية كان العزاء الوحيد للاعبي أبها الذين تحسروا على سقوطهم في حفرة الهبوط، وكان العريس المحتفى به بوريس كابي محترف الرائد الذي حيا جماهير ناديه بعد أن حملوه على اعتبار أنه البطل المنقذ، وتدخل عدد من لاعبي الرائد في تهدئة الأبهاويين الذين انهاروا.