صعقت كثيرا عندما قرأت أخيرا أن عدد حالات الطلاق في مدينة الرياض خلال العام الماضي وحده بلغ 4600 حالة طلاق. إن الطلاق حلال بلا شك، ولكنه أبغض الحلال إلى الله؛ لما يترتب عليه من نتائج ويسفر عنه من آثار سلبية في الغالب. وقد اندهشت عندما قرأت تأكيد الدكتورة نورة الشملان مديرة وحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية للبنات أن 60 في المئة من المتزوجات السعوديات انفصلن عن أزواجهن، وأن معدلات الطلاق في السعودية ارتفعت من 25 في المئة إلى 60 في المئة خلال ال20 سنة الماضية، وإيضاحها أن أبرز الأسباب المؤدية للطلاق هي عدم معرفة الزوج والزوجة بالحقوق والواجبات المترتبة على عقد الزواج، وكذلك التعجل في التعاطي مع المشكلات التي تطرأ في بداية الحياة الزوجية. ولا أنسى تلك القصة التي سطرها في إحدى الصحف أحد المعلمين بمنطقة القصيم، وهي قصة مؤثرة أشار من خلالها إلى أن أحد الطلاب لديه كثير السرحان والشرود ويفكر كثيرا ثم يبكي حيث يشاهد المعلم الدموع تنهمر على خد الطالب!! وعندما انفرد به المعلم وأصر بإلحاح على معرفة ما يقلقه ويجعله دائم التفكير وما يؤدي به إلى البكاء باستمرار أوضح ذلك الطفل البريء أن والده قام بتطليق والدته وأن كلا منهما اقترن بآخر وبقي هو عند جدته مفتقدا حنان والديه وعطفهما وتدليلهما ورعايتهما، بالرغم مما تغدقه عليه جدته من عطف كبير. إن هذا برأيي أشد من اليتيم؛ فاليتيم من فقد والديه أو أحدهما بسبب الموت، ولكن هذا الطفل المسكين والداه موجودان على قيد الحياة ولكنهما مشغولان عنه. إنه لأمر مؤلم أن نسمع حالات طلاق في ظل وجود أطفال، وإنه لمن المقلق حقا كثرة الحلف بالطلاق وتسرع بعض الحمقى في ذلك، ثم المسارعة بعد ذهاب غضبهم إلى المشايخ للبحث عن فتوى لبقاء زوجاتهم عندهم! لذلك لا بد من وضع حلول لهذه القضية وإقامة دورات تدريبية للمقبلين على الزواج.