رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس الحفل الكبير الذي أقامته الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وشركة سابك، وشركة مرافق، وشركات القطاع الخاص بمركز الاحتفالات بالجبيل الصناعية، حيث تفضل بتدشين عدد من المشروعات التنموية والصناعية في مدينة الجبيل الصناعية باستثمارات بلغت قيمتها أكثر من 54 مليار ريال سعودي. وتفضّل خادم الحرمين الشريفين بضغط الزر إيذانا بافتتاح محطة إنتاج المياه والكهرباء، التي تعد أكبر مشروع مزدوج في العالم لإنتاج المياه والكهرباء، وقامت بتنفيذه شركة مرافق، قائلا: (بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله). بعد ذلك شاهد الملك المفدى عرضا مرئيا للمشروع، بعده تفضل خادم الحرمين الشريفين بضغط الزر إيذانا بافتتاح مشاريع الصناعات الأساسية التابعة لشركة سابك وعدد من شركات القطاع الخاص، قائلا: (بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله). عقب ذلك شاهد الملك المفدى عرضا مرئيا للمشاريع. ثم استمع خادم الحرمين الشريفين إلى كلمة مسجلة قدمها المهندس عبدالله بن سعد الربيعة رئيس شركة كيان السعودية للبتروكيماويات، تحدث فيها عن المراحل التي وصل إليها تنفيذ المشروع، الذي أنجز منه حتى الآن 75 في المئة. بعد ذلك استمع خادم الحرمين إلى شرح موجز عن التعليم والتدريب في كليات ومعاهد الهيئة الملكية للجبيل وينبع من الدكتور مصلح بن حامد العتيبي مدير كلية الجبيل الصناعية، وشاهد لوحات ورسوما بيانية توضح جهود الهيئة في هذا المجال. وأوضح الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، أن العالم يعيش أزمة اقتصادية حادة، وأن المختصين اتفقوا على أهمية دور الحكومات في كبح جماحها والحد من آثارها. مؤكدا أن ما نلمسه على أرض الواقع في السعودية والأدلة والشواهد تبين الدور الفاعل للحكومة في التعامل مع الأزمة الاقتصادية، مستدلا بالحرص الكبير على الاستفادة القصوى من موارد الدولة عبر اعتماد أكبر ميزانية تنموية في تاريخ البلاد. وأشاد الأمير سعود بدعم ومتابعة خادم الحرمين الشريفين، حيث تشهد الجبيل وينبع مثل غيرهما من مدن السعودية الكثير من المشروعات العملاقة، مضيفا أن القيمة الإجمالية للمشروعات الجاري تنفيذها حاليا في مدينة الجبيل الصناعية أكثر من 174 مليار ريال، دشن منها أمس ما يربو حجم استثماراتها على 54 مليار ريال، مشيرا إلى أنه يعتبر أكبر تدشين في تاريخ الهيئة الملكية. وأوضح الأمير سعود أن الهيئة أخذت على عاتقها مسؤولية تهيئة القوى البشرية إعدادا وتدريبا لإدارة وتشغيل هذه المشروعات العملاقة. وزاد: “ونحن نعيش في هذا العهد الزاهر، لا نملك إلا أن ندعو بالرحمة والمغفرة لباني هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبنائه البررة سعود، وفيصل، وخالد الذي وضع اللبنة الأولى لهذا المنجز العملاق، وفهد الذي كانت له اليد الطولى في تحقيق الكثير من النجاحات التي حققتها الهيئة الملكية، كما أسأل الله العلي القدير أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين وأن يسبغ لباس الصحة والعافية على عضده الأيمن الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأن يوفق الأمير نايف بن عبدالعزيز لتحقيق ما نصبو إليه جميعا”. وتابع: “لا يفوتني أن أقدم جزيل الشكر والامتنان للأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية ونائبه إزاء ما نجده في الهيئة الملكية من دعم ومؤازرة، والشكر موصول لكل رجالات الهيئة الملكية و(سابك) السابقين واللاحقين الذين كان لهم إسهام واضح وملموس في بناء وتشييد هذه المفخرة الوطنية”. وأشار الأمير سعود بكل التقدير إلى التكامل الذي أبدته كافة الوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة؛ الأمر الذي سهل المهمة ومكّن من إنجاز الخطط المرسومة، كما أثنى على تفاعل القطاع الخاص الذي كان في مستوى الثقة والتطلعات. من جهته، أوضح المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي، أن (سابك) أصبحت من أكبر خمس شركات بتروكيماوية عالمية في فترة قياسية لم تتجاوز 30 عاما، بفضل الله ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين. مشيرا إلى أن “الظروف الاقتصادية الصعبة الحالية أكدت متانة اقتصادنا المحلي”. وقال: “الشركة ماضية في تأهيل مواردنا البشرية، وننفق الكثير على البحوث العلمية التي تعزز قدرتنا التنافسية، ونتعاون مع جميع الجامعات السعودية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم التقنية، كما أن مراكز أبحاثنا المنتشرة حول العالم أثمرت آلاف براءات الاختراعات ومئات المنتجات الجديدة المبتكرة، ومن أهمها على سبيل المثال: تطوير بلاستيك جديد بديل للزجاج في صناعات السيارات، وآخر يجعل السيارات أخف وزنا وأكثر قدرة”. مضيفا أن الشركة بصدد تشييد مركز سابك للتطوير والمعرفة، الذي يستهدف تأهيل قياداتها المستقبلية على جميع المستويات، وفي كل الحقول المعرفية بالتعاون مع أعرق الجامعات المحلية والعالمية. ووجَّه الماضي شكره إلى خادم الحرمين الشريفين لتفضله بتدشين مشروعي التوسعة في مجمعي (شرق)، و(ابن زهر) التابعين ل(سابك). وأوضح المهندس ثامر الشرهان رئيس مجلس إدارة شركة الجبيل للمياه والكهرباء، أن خادم الحرمين وضع بالأمس القريب حجر الأساس لشركة الجبيل للمياه والكهرباء وأعلن انطلاقتها المباركة، واليوم تصنف كأكبر مشروع مزدوج متكامل للمياه والكهرباء في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 2750 ميجاوات من الكهرباء و800 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميا، كما ستوفر خدمة الكهرباء لمدينة الجبيل الصناعية، إضافة إلى تقديم خدمات المياه المحلاة لمدن المنطقة الشرقية. وقال: “تحقق هذا الإنجاز الكبير وأصبح جاهزا للعمل وبدء الإنتاج لينضم إلى مشاريع إنتاج المياه والكهرباء لتتمكن من القيام بسد الاحتياجات المتزايدة من الكهرباء والمياه خدمة للمواطن والمقيم، كما أنه سيوفر المئات من الفرص الوظيفية”.