تنظم الغرفة التجارية الصناعية بالرياض في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري ملتقى الإعلام الاقتصادي تحت شعار (الإعلام والاقتصاد.. علاقة تكاملية)، وحشدت الغرفة نخبة من المختصين والمهتمين بشأن الإعلام الاقتصادي لهذا الملتقى الذي سيناقش جملة من القضايا الاقتصادية من منظور إعلامي وسبل معالجتها بما يخدم الواقع الاقتصادي للمجتمع، خاصة قضية معالجة الإعلام المحلي السعودي للأزمة المالية العالمية ومدى تفاعله مع تداعيات الأزمة. وسيلقي جاسر الجاسر المدير العام لقناة الاقتصادية الفضائية ورقة عمل تحت عنوان (المعالجة الإعلامية للأزمة المالية العالمية) يركز فيها على الإجابة عن سؤال حول إذا ما كان الإعلام قد نجح في نقل الصورة الحقيقية كليا أو جزئيا حول الأزمة ومدى توافر المعطيات اللازمة معلوماتيا وأرشيفيا، كما سيطرح إشكالية هيمنة بعض العناصر غير المهنية مثل الانطباعات والعوامل الذاتية في تناول تفاصيل الأزمة وتقديمها لجمهور المتلقين من هذا المنظور وتأثير ذلك عليهم من جراء الأزمة. ويشارك الدكتور محمد القنيبط في نقاش مفتوح حول (واقع الإعلام الاقتصادي وآليات تطويره)، ويثير خلاله نقاشا مفتوحا مع المتحدثين الرئيسيين والمشاركين والحضور حول واقع الإعلام الاقتصادي في السعودية مع الاستعانة بالقضايا التي طرحها الباحثون عبر أوراق العمل التي قدموها خلال الملتقى مع التركيز على الآليات المناسبة لتطوير هذا الواقع بما يخدم الاقتصاد الوطني ويدعم رسالة الإعلام الاقتصادي. كما سيثير الدكتور عبدالمحسن الداوود نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض مجموعة من العقبات التي تواجه وسائل الإعلام نتيجة نقص الكوادر الصحافية المتخصصة وأثر ذلك في المضمون الإعلامي المقدم لجمهور المتلقين وما يمكن أن يشكله ذلك من توجيه رسالة إعلامية مشوشة. وسيتطرق الباحث الداوود كذلك إلى عقبة أخرى تتمثل في نقص المعلومات التي يبحث عنها الإعلامي، خصوصا ما يترتب على تحفظ بعض المسؤولين في المواقع المختلفة على الإدلاء بالمعلومات المهمة والبيانات المطلوبة، إضافة إلى حساسية بعض المنشآت الاقتصادية من نشر المعلومات التي تخصها؛ ما يسهم في حدوث فجوة في المعلومات أو تشويه لها. وسيسلط فهد العجلان مدير التحرير للشؤون الاقتصادية بصحيفة الجزيرة الضوء حول العلاقة الشائكة بين الإعلام الاقتصادي من جهة والعلاقات العامة والإعلان من جهة أخرى، وهو ما أسماه العجلان بالثالوث الاقتصادي وتأثيره في الواقع الاقتصادي ومحاولة فك الاشتباك بين هذه العوامل لخلق إطار صحي تفاعلي من خلال هذا الثالوث لخدمة المجتمع الاقتصادي لجميع عناصره. ويلمس العجلان في ورقته بُعدا مهما يتمثل في الحجم الضخم لسوق الإعلان والعلاقات العامة في منطقة الخليج وحدها البالغ سنويا ما يقرب من 18 مليار ريال (خمسة مليارات دولار)؛ ما قد يؤثر أو يتحكم بدرجة أو بأخرى في توجهات المواد التحريرية. ويشير إلى أن الأمر بلغ حد تدخل بعض الشركات لتوظيف تأثير دور الإعلان أو العلاقات العامة في تغطية الإعلام الاقتصادي للمشكلات التسويقية وتضليل الرأي العام بشأنها.