نحن نقنع أنفسنا بأن حياتنا ستصبح أفضل بعد أن نتزوج ونستقبل طفلنا الأول أو طفلا آخر بعده، ومن ثم نصاب بالإحباط لأن أطفالنا ما زالوا صغارا، ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام بمجرد تقدم الأطفال في السن، ومن ثم نحبط مرة أخرى لأن أطفالنا قد وصلوا فترة المراهقة، ونواصل في الاعتقاد بأننا سنرتاح فور انتهاء هذه الفترة من حياتهم، ومن ثم نخبر أنفسنا بأننا سنكون في حال أفضل عندما نحصل على سيارة جديدة أو رحلة سفر خارجية، ويمتد ذلك إلى أن نتقاعد. والحقيقة أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن، فإن لم يكن حاليا فمتى إذن؟ خاصة أن حياتنا مملوءة دوما بالتحديات. ولذلك فمن الأفضل أن نقرر عيشها بسعادة أكبر على الرغم من كل التحديات، ويبدو دائما أن الحياة الحقيقية هي على وشك البداية، ولكن في كل مرة كانت هناك محنة يجب تجاوزها، وعقبة في الطريق يجب عبورها، وعمل يجب إنجازه، ودَيْن يجب دفعه، ووقت يجب صرفه كي تبدأ الحياة.. ولكني بدأت أفهم أخيرا أن هذه الأمور كانت هي الحياة. وساعدتني وجهة النظر هذه في أن أفهم لاحقا أنه لا وجود للطريق نحو السعادة لأنها هي بذاتها الطريق؛ لذلك يجب الاستمتاع بكل لحظة؛ لأن السعادة رحلة وليست محطة تصلها.