لم يكن الهولندي جوس هيدينك مدربا كغيره من سائر المدربين في عالم المستديرة؛ حيث تخطى مقولة (مدرب) حتى أصبح بطلا قوميا في كل من كوريا الجنوبية وروسيا بعد النجاحات التي حققها.. حتى أن الصحافة الكورية قالت (مازحة) “لو رشح هيدينك نفسه لرئاسة كوريا الجنوبية فإنه سينجح بسبب شهرته الجارفة وحب الجماهير له، لقيادته كوريا الجنوبية لتكون (رابعة) العالم بمونديال 2002”. مع العلم أن هيدينك تحصّل فعليا على الجنسية الكورية وتسلم أيضا الدكتوراه الفخرية. ولم يكتفِ هيدينك بإنجازاته مع كوريا وعشق الجماهير له التي هددته (بالقتل) بعد أن فضّل خوض تجربة جديدة لدى نادي ايندهوفن الهولندي، تبعها تجربة مع منتخب أستراليا ومن ثم تجربته الحالية مع المنتخب الروسي. وإن كان هيدينك ليس مجرد مدرب بسبب هوس الجمهور الكوري به، فإن الجماهير الروسية عزّزت هذه المقولة بعد أن فضلت إحدى الأسر تسمية مولودهم الجديد ب(جوس) تعبيرا عن حبهم لهيدينك الذي أوصل روسيا إلى دور ال(4) في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، إضافة إلى أن استطلاع للرأي كشف عن أن هيدينك أصبح شخصية معروفة لدى الشعب الروسي كافة. ولم تختلف روسيا عن كوريا الجنوبية من حيث التكريم؛ حيث أعطت هيدينك الجنسية الروسية نظير ما قدمه مع المنتخب الذي لم يكن يحسب له حسابا أمام كبار المنتخبات الأوروبية، ولكن هيدينك عرف تماما كيف يغير من هذه النظرة. ومن المفارقات الغريبة أن هيدينك أصبح خائنا لدى الهولنديين بعد أن أقصى منتخب بلاده من كأس الأمم الأوروبية الماضية بعكس الروس الذين أصبحوا يهتفون باسمه أكثر من هتافهم للاعبي المنتخب. ويعلم هيدينك حاليا مدى شعبيته الجارفة لدى روسيا، لدرجة أن مسيرات نظمتها الجماهير العاشقة لهيدينك بعد خبر تعاقده مع تشلسي طالبت فيها هيدينك بالبقاء مع روسيا؛ فأوضح أن قبوله لمهمة تدريب تشلسي مؤقته، والسبب الذي جعله يوافق على هذه التجربة طلب إبراهيموفيتش رئيس تشلسي (الروسي) مساعدة هيدينك، خاصة أن إبراهيموفيتش هو السبب الرئيس في وجود هيدينك مع روسيا؛ كونه يقوم بنفسه بدفع راتبه الشهري. * محرر الرياضة العالمية